2023-04-16 21:23:31
"أنا أقل من أن أدعوَ غيري"
من مكائد الشيطان أن يأتيك فيقول لك:
أنت أقل من أن تمارس الدعوة إلى الله. ادع نفسك أولا، وإلا فإنْ دعوت غيرك على ما بك من معاصٍ فأنت منافق.
الحق أنك ما دمت تنتسب إلى أمة محمد ﷺ فأنت مطالب بالدعوة:
((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)) [آل عمران:110]
مع أن الله تعالى يعلم أن هذه الأمة سيكون فيها الظالم لنفسه:
((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ)) [فاطر:32]. لكنها جميعا مطالبة بالدعوة. بل المفرِّط أحوج إلى أن يمارس الدعوة من غيره: ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)) [هود:114]. المهم أن تكون صادقا مع نفسك، مخلصا في نيتك، تدعو إلى شيء تعلمه لا عن جهل. وحينئذ فهذا أدعى إلى أن تتخلص من معاصيك وتفريطك بإذن الله لتحس بالانسجام مع ذاتك ولتعيش لذة احترام نفسك، وأدعى إلى أن يعينك الله تعالى ببركة دعوتك التي دعوتها ابتغاء وجهه الكريم.
قد كان لدي شخصيا نقائص...رأيتُني بعدما تصدرت للدعوة أتخلص من بعضها بفضل الله تعالى. يوم كنت في الظل لا أؤثِّر كان الاشتغال بالصغائر "مناسباً" للنفس الصغيرة. فلما شاء الله أن نسلك طريق الدعوة رأينا صغائرنا هذه جواذب وأغلالا تُلصِق بالطين وتمنع من التحليق، فسهل بفضل الله تركها. ولا زال في النفس نقص نسأل الله أن يجبره ويجبر نقص المسلمين.
أخي، أختي، لا تقع في فخ الشيطان، لا تتواضع تواضعا سلبيا وتقول: (ليس لمثلي أن يدعو غيره). فإن هذا يعني إكمال النقص بنقص آخر! بل تقرب إلى الله بالدعوة ليعينك على جبر النقص.
816 views18:23