ليدبروا آياته

2023-05-30 22:38:17 يقول ابن القيم رحمه الله: "وكذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب".

وأيُّ مطلوب أعظم وأشرف من أن يجعلنا الله من أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.

فكثرة الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يفتح للعبد ويعينه على الانتفاع بالقرآن هو من أهم الأمور، دعاء المضطر الذي في نفسه حاجة ملحّة لشيء يخرجه من ضيقه ويكشف ما به من ضر، فإذا أجاب الله دعاء عبده ووفقه لطريق القرآن؛ فُتِحَ له بالدعاء ما لا يجده بغيره، من اللذة في التلاوة والفهم والعمل وغيرها من البركات ما لا يوصف إلا أن يُعاش ويُجرَّب، ويصبح الدعاء أكثر صدقًا واضطرارًا إذا علم العبد مدى الأهمية والحاجة الحقيقية لكتاب الله جل جلاله.

فاللهم لا تحرمنا عظيم فضلك وواسع رحمتك، اللهم اجعلنا من أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد. باز کردن / نظر دهید

2023-05-29 22:39:15 إيجاد الرغبة الصادقة والدافع الحقيقي لتدبر القرآن والانتفاع به أمر مهم يعين على الثبات في طريق القرآن، وتنمية هذه الرغبة وتقوية الدافع يتطلب القراءة والإطلاع على ما يزيد من قيمة القرآن في قلوبنا، وأول ما يزيد القرآن تعظيمًا في قلوبنا، هو مداومة النظر فيه، فآياته كفيلة بتقوية الإيمان وزيادة الرغبة بالانتفاع به، ثم قراءة الكتب التي تبين أهمية القرآن الكريم والتي تستقي ذلك من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، وسماع المحاضرات التي تتناول ذلك.

نسأل الله الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد. باز کردن / نظر دهید

2023-05-28 22:07:50 الثوب إذا اتَّسخ، يكون أكثر حاجة للتنظيف والغسيل، وإذا زال الدرن عنه، فإنه يحتاج للعناية الدورية حتى يحافظ على نظافته، وهكذا القلب والقرآن، فإذا كثرت الذنوب والمعاصي، كان التعرض للقرآن أكثر حاجةً، ليغسل القلب ويحيي الروح ويزيد الإيمان والهدى، فمن مداخل الشيطان على الناس، أنه يشعرهم بعدم أهليتهم لقراءة القرآن بسبب بعدهم عن الله، والعكس صحيح، فأشدُّ ما تكون الحاجة للقرآن عند بعد العبد عن الله، والمداومة على صحبة القرآن ليحافظ على ثباته ويزيد في قربه من الله. باز کردن / نظر دهید

2023-05-27 22:18:28 ﴿فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ﴾ [النحل: ٩٨]

لأنَّه سيجتهد أن يبعدك عن المقصد من تلاوة القرآن، فتارة يجعلك تشعر بالنعاس والتعب حتى يصرفك عن جلستك مع كتاب الله، وتارة يُذكِّرك بأشياء تصرفك عن التفكّر بمعاني القرآن وتدبُّره، ولو لاحظت فإنَّ هذه الأشياء نادر وأن تخطر لك على بال وأنت في أمور الدنيا، وتارة يجعلك تشدِّد جدًا على نفسك بإقامة أحكام التجويد والتركيز فيها مع أنَّ قراءتك صحيحة، ولكن ليشغلك عن التدبُّر، وتارة يجعلك تسرع بالتلاوة إسراعًا ينسيك ما نزل القرآن لأجله، وهكذا فهو يجتهد جدًا بابعادك عن كتاب الله، كيف لا وقد أعلن التحدي في أن يبعدنا عن الصراط المستقيم، والقرآن هو الهدى وهو النور المبين. باز کردن / نظر دهید

2023-05-26 22:12:49 كلَّما زدتَّ حظَّك من القرآن الكريم، تلاوةً، وتدبرًا، أعطاك من كنوزه أكثر مما تطلب، وزادك من بركاته وعجائبه، وانشرح صدرك، واستقام حالك، وأتتك السعادة من حيث لا تحتسب، وكنت من أهل الله، وزادت حسناتك وتضاعفت، ومُحيت سيئاتك، وكنت في طلب الهدى من منبعه وأصله، فلا تسمح لأيِّ شيءٍ أن يسلب من وقتك الذي تخصِّصه للقرآن، وإن فاتك منه شيء لضرورة وانشغال طارئ، فاقض ما فاتك لتعوِّد نفسك على أهمية القرآن ووقته. باز کردن / نظر دهید

2023-05-25 22:20:52 وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا
عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ

ممّا يزيد من قيمة القرآن الكريم عند المسلم، أن يهتم والداه منذ صغره بإظهار قيمة القرآن الحقيقية، فيُنصَت إليه عند تلاوته في المنزل بدلًا من الحديث والقرآن يُقرأ وكأنه غير موجود، والعناية بالمصحف وإظهار أهميته، فعندما يرى الطفل والداه يمسكان المصحف ويقضيان معه وقتًا ليس كما يراهم فقط يقبلون المصحف عندما يحملونه لتنظيف المكان، وتخصيص جلسة عائلية يومية مع القرآن وقراءة التفسير والنقاش حول آية وكيفية العمل بها ويكون أهمية كبيرة لهذه الجلسة فلا يحق لأحد أن يغيب عنها، فإن هذه الجلسة ستُعظِّم القرآن جدًا في نفس المسلم وستجعل له قيمة مميزة طيلة حياته.

وقد اشتُهر بين الناس قول: "علم ابنك القرآن، وسيعلمه القرآن كل شيء"، فكن فطنًا أخي المبارك في أن تعليم القرآن ليس فقط إقامة حروفه، وحفظ آياته غيبًا، فإن كانت فقط هذه قيمة القرآن في قلب ابنك، فلن يتعلم من القرآن شيء، لأن الخلل في القيمة في قلب ابنك، بل أنت عليك أن تعلمه آيات تعظيم الله، وتفسير ما أشكل عليه، وكيفية العمل بالآيات، والمحافظة على ورد التلاوة، ومن هنا يأتي تأثير وحقيقة "وسيعلمه القرآن كل شيء". باز کردن / نظر دهید

2023-05-24 23:03:23 عدم انتفاعنا بالقرآن ليس بسبب ضعف تذوقنا للغة العربية ومعرفة بلاغتها، فكثير من الأمثلة في زماننا وفي من قبلنا، أعاجم أسلموا ولا يعلمون في العربية شيء، ولكنَّهم تعلَّموا أساسيات اللغة ممَّا يعينهم على قراءة النص القرآني وفهم أمره ونهيه، كما يتعلم أحدنا لغةً أخرى غير لغته الأم، ثمَّ إنَّ مستواهم في تذوق اللغة العربية أقل منّا بمراحل، مع ذلك قد انتفعوا بالقرآن أيَّما إنتفاع، فالأمر ليس مناطًا بضعف لغتنا العربية، بل إنَّ الأمر كلَّه يتعلَّق بقيمة القرآن في قلوبنا، وضعف الثقة والإيمان به كدواء كافٍ شافٍ، وكوسيلة تقويم وتغيير فذّة.

والحمدلله استدراك ذلك ميسر للجميع، عهد مستمر يومي مع القرآن، ومع قراءة تفسير مختصر سهل، وسيتغير الحال آية بعد آية، وختمة بعد ختمة بفضل الله ورحمته.

نسأل الله التوفيق والسداد. باز کردن / نظر دهید

2023-05-23 21:01:52 سبحان الله، إنَّ للقرآن الكريم تأثيرًا عجيبًا لمن يسمعه، وأقرب مثال لهذا التأثير العجيب، أنا وأنت، نعم نحن، ونحن نلهوا غافلين نقضي وقتًا طويلًا بين مقطع وآخر على صفحات التواصل الاجتماعي، مقطع يضحكنا، وآخر يحززنا، وإعلانات، ثم مقطع نتعلم منه شيئًا، وربما مقاطع كُتبت في صحيفة سيئاتنا أكثر بكثير من التي كُتبت في صحيفة حسناتنا وفجأة يظهر أمامنا دون سابق تخطيط، أو انتظار، أو تدبير، يظهر مقطع لقارئ يقرأ آية من القرآن بصوت شجي ندي، يفسِّر لنا الآية بتلاوته، فلا نتمالك أنفسنا إلا أن نتوقف عن تمرير الشاشة، لا نستطيع إلا أن نقف منصتين مستمعين مطمئنين، ثم لا إراديًا إذا بنا نأخذ نفسًا عميقًا، ااااااه وكأنَّ روحنا التي أرهقتها تلك المقاطع وأنهكتها قد عادت ونشطت وشفيت بمجرد سماعها القرآن العظيم.

اللهم ردنا إلى كتابك ردًا جميلًا، واجعلنا من أهل القرآن هم أهل الله وخاصته. باز کردن / نظر دهید

2023-05-23 07:22:00 إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ باز کردن / نظر دهید

2023-05-22 22:20:45 من الصعوبات التي يواجهها المهتدي في بداية طريقه، بل في الطريق كلِّه، قلَّة وجود من يعينه على الهدى، ومن يأخذ بيده ويشد من أزره، بل ويجد الكثير ممن يعينه على الشر، ويناديه أن أقبل معنا على شهوات الدنيا وملذَّاتها، ويجد من يشكِّكه في طريقه ويبعده، وهنا تأتي أهمية التمسُّك بالقرآن، فهو نعم الصاحب في طريق الحقِّ.

يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ﴾ [الأنفال: ٢]

فمن معجزات القرآن العجيبة، أن آياته تزيد المؤمن إيمانًا، وتثبته وتعينه على طريق الحقِّ، وتشفي ما في قلبه من شبهات، وتطفئ ما في نفسه من شهوات، ولو تعرَّض المؤمن لشيء من الغفلة تذكر وعاد وأبصر، وما أسرع عودته للحقِّ وصاحبه القرآن.

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ﴾ [يونس: ٥٧] باز کردن / نظر دهید