Get Mystery Box with random crypto!

حبيبتي كلَّ ربةِ بيتٍ ومسؤولةٍ عن زوجٍ وعيال، أسعد اللهُ مساءك | شيماء هشام سعد

حبيبتي كلَّ ربةِ بيتٍ ومسؤولةٍ عن زوجٍ وعيال، أسعد اللهُ مساءك، حياتك في بيتك ليست هدرا ولا عديمة جدوى، أنتِ عظيمةٌ بما تُسفر عنه يداك المُتعبتان وجسدك المرهق من أكثر الأشياء عاديةً كلَّ يوم.

أفهم جيدًا ما يعتري المرأة أحيانًا من الشعور بهوان ما تصنع خاصةً عندما تُنتقَد وعندما تُعتاد صنائعها في بيتِها فلا يعود يُحسُّ بما وراءها من مجهودٍ جبار، ومن الشعورِ بتسربِ أيامِها في غير ما شيء ذي بال، تنظرُ فإذا هي من الصحو حتى المنام -المتقطع- لا تفعل سوى الركض؛ ركضٌ من الموقد حتى الرضيع الباكي الطالبِ للرضاعة، من الغسّالةِ حتى غرفة المعيشة المحتاجة للكنسِ ونفضِ الغبار، من حوضِ الجلي إلى الطفلة التي تصرخ طللبًا لشربة ماء أو مشاركةٍ في اللعب، وهلم جرا.

صديقتي التي تكتئبُ لأنَّ مطبخَها بحاجةٍ لتنظيف لا تستطيعه ليس هينًا عند الله ما تجهدُ فيه، والتي تشعرُ بالذنب إذا نقص شيءٌ هي المخولة بإعطائه رغم بذلها وسعَها تحتاج لئلا تقسو على نفسها، والتي تتعبُ وتتمنى لو نامت خمس ساعاتٍ متصلاتٍ لا أظنُّ في اللهِ أن يضيّع أجرها. ينبغي لكل مَن كان قريبًا من امرأةٍ تشتغل في بيتٍ وتسهر على عيال أن يتعهدها بالكلمةِ الطيبة والعرفان بالجميل؛ فإنهن بشرٌ تكلُّ عزائمُهن ويتشككن أحيانًا في جدوى ما يضطلعن به من مهام يرينها أحيانًا مفضولةً غير فاضلة.

أمس كنتُ أكلم صاحبتي فاستأذنتني لتذهبَ للخلاء وقالت لي: "والله أحتاجه من الصبح"! ثم يزعم أحدٌ أن ربة البيتِ بلا عمل، ويضنُّ أحدٌ بكلمةٍ ذات وقع حسنٍ تشعر تلك المرأة المكدودة بأن عملَها مرئيٌّ ومحسوسٌ به!

لا تترددن أن تطلبن المساندة المعنوية ممن تحسبنه قادرا عليها ما دمتن لا تتبرمن ولا تجحدن نعمة ولا تنسين لله فضلا، ولا تحسبن التعبير عن تعبكن أحيانا نكرانًا لفضل المُنعم، فإن البيتَ نعمة ولكنه محلُّ شقاء، والزوج نعمة ولكنه بابُ عمل، والعيال نعمة ولكنهم مطلبة للكدِّ ومجلبةٌ للتعب الذي يحتسبُ فيه ويُتقوى عليه بكل ما يمكن أن يُتقوَّى به عليه. والله رحيمٌ كبير؛ لا يؤاخذنا بطلب الكلمة التي تُهوّن وإنما يؤاخذنا بالسخط وترك النفس لسيل الفتور والكآبة حتى يجرفها، فلا تحسن في البيت عملًا ولا تسطِعُ عطاءً.