2022-08-03 03:47:06
(116)
معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-
معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
أبو عبد الرحمن القرشي الأموي المكي.
وأمه هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.
أمير المؤمنين، ملك الإسلام.
قيل: إنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء، وبقي يخاف من اللحاق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من أبيه، ولكن ما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح.
حدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكتب له مرات يسيرة وحدث أيضًا عن أخته أم المؤمنين أم حبيبة، وعن أبي بكر، وعمر.
كان معاوية يكتب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
عن ابن عباس قال: كنت ألعب مع الغلمان، فدعاني النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (ادع لي معاوية)، وكان يكتب الوحي.
عن عبد الرحمن بن أبي عميرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لمعاوية: (اللهم اجعله هاديًا مهديًا، واهد به).
جمع عمر الشام كلها لمعاوية، وأقره عثمان.
قلت: حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم -وهو ثغر- فيضبطه، ويقوم به أتم قيام، ويرضي الناس بسخائه وحلمه، وإن كان بعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك.
بويع معاوية بالخلافة في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين.
هذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله، وفرط حلمه، وسعة نفسه، وقوة دهائه ورأيه.
وكان محببًا إلى رعيته، عمل نيابة الشام عشرين سنة، والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه أحد في دولته، بل دانت له الأمم، وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين، ومصر، والشام، والعراق، وخراسان، وفارس، والجزيرة، واليمن، والمغرب، وغير ذلك.
عن أبي إسحاق: كان معاوية وما رأينا بعده مثله.
عن ابن عباس: ما رأيت رجلًا كان أخلق للمُلك من معاوية.
عن قبيصة بن جابر قال: صحبت معاوية فما رأيت رجلًا أثقل حلمًا، ولا أبطأ جهلًا، ولا أبعد أناة منه.
عن ميمون بن مهران قال: أول من جلس على المنبر واستأذن الناس: معاوية، فأذنوا له.
عن يونس بن ميسرة: سمعت معاوية يقول على منبر دمشق: تصدقوا، ولا يقل أحدكم: إني مقل، فإن صدقة المقل أفضل من صدقة الغني.
لما احتضر معاوية قيل له: ألا توصي؟
فقال: اللهم أقل العثرة، واعف عن الزلة، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك، فما وراءك مذهب.
مات معاوية في رجب سنة ستين.
وعاش سبعًا وسبعين سنة.
___________________ المصدر:
سير أعلام النبلاء للذهبي -رحمه الله-.
بتصرف.
18 viewsedited 00:47