Get Mystery Box with random crypto!

* كراهة رفع الصوت بالذكر أثناء تشييع الجنازة* * كان أصح | اجمل القصص والخواطر

* كراهة رفع الصوت بالذكر أثناء تشييع الجنازة*


* كان أصحاب رسول الله ﷺ وأئمة الإسلام بعدهم من أهل القرون الأولى وعلى رأسهم أئمة المذاهب الأربعة المشهورة يكرهون رفع الصوت بالذكر والدعاء وغيرهما خلف الجنازة حين حملها، أو إنزالها، أو دفنها ويستحبون الصمت والسكينة؛ لعظم شأن الموت.*

* وبعض الناس -في زماننا- وهم يحملون الجنازة، أو يسيرون خلفها، أو ينزلونها القبر تجدهم يرددون (لا إله إلا الله)، أو يستغفرون، أو يدعون للميت، أو يسبحون، بصوت مرتفع يسمعه الناس، بل بعضهم يرددون الذكر والاستغفار بصوت جماعي.*

وقد أخرج الإمام وكيع بن الجراح في "مصنفه" (صـ 211) بسند صحيح، عن قيس بن عباد أنه قال:
*كان أصحاب رسول الله ﷺ يكرهون رفع الصوت عند الجنائز، وعند القتال، وعند الذكر".*

وأخرج الإمام عبدالرزاق الصنعاني في "مصنفه" (6281) بسند صحيح، عن الحسن البصري أنه قال:
*"أدركتُ أصحاب رسول الله ﷺ يستحبون خفض الصوت عند الجنائز، وعند قراءة القرآن، وعند القتال".*

وأخرج الإمام وكيع بن الجراح في "الزهد" (صـ 209) بسند صحيح، عن أيوبَ السِّختياني، عن أبي قِلابة:
أنه سمع قاصًّا رافعًا صوته في جنازة، فقال:
*"إن كانوا ليعظِّمون الموت بالسكينة".*

وقال فقيه الشافعية النووي رحمه الله:
واعلم أن الصواب المختار ما كان عليه السلف -رضي الله عنهم-:
*السكوت في حال السير مع الجنازة، فلا يُرفع صوتاً بقراءة، ولا ذكر، ولا غير ذلك،*
والحكمة فيه ظاهرة؛ وهي أنه أسكن لخاطره، وأجمع لفكره فيما يتعلق بالجنازة، وهو المطلوب في هذا الحال، فهذا هو الحق، ولا تغترَّنَّ بكثرة من يخالفه، فقد قال أبو علي الفُضيل بن عِياض -رضي الله عنه- ما معناه: الزم طُرق الهدى، ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطُرق الضلالة، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين.
الأذكار (ص 160).

وقال الشاطبي المالكي رحمه الله:
كما أنه سُئِل -يعني: الإمام مالك بن أنس- عن الذِّكْر الْجَهْرِيِّ أمام الجنازة؟. فأجاب:
*بأن السُّنة في اتِّبَاع الجنائز الصمت والتفكر والاعتبار، وأَن ذلك فعل السَّلف، واتِّبَاعُهم سُنَّة، ومُخالفتهم بدعة.*
الاعتصام (1/ 349).