2021-08-19 12:10:16
وكُنا صغاراً ..
وكان الحسين إمامَ العبورِ إلى الأمنيات.
وكُنا نراقب فيه الفتى المتوقّد وعياً ، نغار عليه من الدّمع حين يكون خلياً من الفكر
كُنا نُحبّ ونظمأ....
نشرب صبر الصحاري .. ونمقت نهر الفرات.
نؤمّ المجالسَ.. كَيما نصيرَ كباراً
وصوت الحُسين يُهدهِدُ أسماعنا...
كان يهمس في وعينا الطفل:
" كونوا كِبار النفوسِ ومدّوا يد الخير..
إن التعبّد بالخيرِ أقدسُ ما في الحياة".
وكنّا إذا ذكر الصوتُ اسم "الرضيع"؛ بَكينا
كأن أخانا ذبيحٌ على كتف النهر
نسأل أرواحنا: كيفَ جادت به أمّه
هل أبصرته ذبيحاً...؟!!
وبالكادِ كنا بدأنا نلملم فلسفة الأمهات .
ورغم المواجِع
كُنا نحسّ الحُسين الوحيد قوياً ولم " يتلوّى أمام عِداه ليحظى بشربة ماء!"
رأيناه يذرف أولاده قمراً....قمراً....
فعلمنا بأن الثبات على الحقّ؛ كونٌ من التضحيات.
وحينَ كبُرنا .. بكيناهُ أكثر ؛
حيث رأيناه يُذبح بين المذاهب
تغتاله العصبيّات
تُثقله أزمات المنابر ؛ لمّا تضجّ بسردِ المناماتِ .
ومازال أقوى من العبثِ الأزليّ
ومازال معناهُ أنصعَ من كدَرِ الحادثات.
لقد عاشَ هذا الحُسينُ جميلاً ..
ومات فغيّر وجهَ الحياة.
437 views09:10