2023-06-28 13:38:18
العيد بين الزمن الماضي وهذا الزمان
(اعذرني عن اي اخطاء املائية فقد كتبته على عجل حرصا ان نستفيد جميعا ونقرر في اخر المقار قرار جماعي كما سترى )
تعالوا نسأل طفل صغير يبلغ من العمر سبع او تسع او عشر سنوات .. ليش مش قادر تنام ليلة العيد ؟ في الغالب سيكون الجواب لأني منتظر العيد
يا سلااام بكرة عيد
طيب تعالوا نسأل طفل ثاني يريد ينام بدري ليلة العيد .. ليش بتنام بدري؟
في الغالب سيكون الجواب لأن بكرة عيد ونفسي اغمض عين وافتح عين والاقيني في العيد
يا سلاااام عليك
اما عندما تسأل شخص كبير
لماذا سهران ليلة العيد لقال :
العيد جا وقبل والهم اكتمل
كيف الخبر والحل بل كيف العمل
- ان من اكبر الاوهام التي نسمعها من الكبار دائما عند استقبال اي عيد ان العيد زمان كان غير. ثم يبسطون الحديث عن الاعياد زمان وفرحتها وبهجتها وجمالها. ويقبحون اعياد اليوم ومللها وضيقها وسوءها ..
والجيل الماضي ايضا الذي كان فيه آباءنا كبارا كانوا يقولون نفس هذه العبارة ايضا. بمعنى ان عيدهم الذي قيلت فيه هذه الجملة لم يكن جيدا وكان ملل وسيء ولم يكن فيه بهجة وفرحة اعياد الزمن الجميل حسب زعمهم
اوليس الماضي الذي نصفه الان بأنه الزمن الجميل وان اعياده كانت فرحة وبهجة وروعة وسعادة هو نفس الزمن الذي كان يصفه آباءنا بأن عيده ممل وبارد وسيء .... فهل كلامهم حقيقي ؟
نفس الشي اذا ما عدنا الى الجيل الذي كان يصفه آباءنا اليوم بأن اعياده خير من اعيادهم الجديدة لوجدنا ان اهل ذلك الزمن من الكبار يقولون ان عيدهم ممل وسيء وليس كأعياد الزمن الجميل ابذي سبقهم
فالعيد الماضي الذي يصفه الكبار اليوم بأنه كان عيد سعيد. كان يصفه اهل ذلك العيد من الكبار انه عيد ممل وسيء.
اذن يا ترى عن اي زمن جميل يتحدثون
عيدنا الذي نصفه اليوم بأنه ممل وهم وغم هو نفسه الذي يصفه ابناؤنا الصغار بأنه أحلى عيد ويسهرون لأجله ويستعجلون الليالي والايام ليأتي سريعا ويحسبون الساعات التي تفصلهم عنه.
عيدنا ذلك الذي نقضيه في ملل وضيق هو نفس العيد الذي يقضيه ابناؤنا الصغار في لعب وفرح وسرور
- اعرف انك ستقول ان هذا طبيعي فالاطفال لا يتحملون ادنى مسؤولية. اما نحن عندما نكبر نتحمل مسؤولية كبيرة، فقد ارهقتنا الالتزامات ومتطلبات العيد الكثيرة مما يجعل عيدنا ممل ومرهق
اوك .. دعنا نتفق اولا على ان فكرة ان اعياد الماضي كانت افضل وابهج انها مجرد فكرة وهمية يصنعها كبار كل جيل وفق الادلة ذكرناها اعلاه؟
صدقني اعيادنا اليوم التي نراها مملة سيراها اطفالنا مستقبلا انها اجمل من اعيادهم وهم كبار
كفاك هذا الدليل المنطقي لتدرك ان فكرة ان عيدك الحالي ممل ليست حقيقة الا في راسك انت
وان العيد هو العيد قبل خمسين سنة او بعد خمسين سنة. وان لا شيء يتغير الا معتقدك نحو العيد فقط. وانك اذا تبنيت ما يتبناه الطفل عن العيد لأصبح عيدك دائما اروع واحسن واجمل
- اما عن الالتزامات والمسؤولية التي تتحملها فرغم انها بالفعل تعد احد اسباب عدم استمتاعك بالعيد الا انها لا يمكن ان تغير حقيقة العيد ما ان تبنيت ان العيد فرحة
هي مجرد حجة واهية وفكرة وهمية نبرر بها سوء اعيادنا.
اسأل احد الاثرياء الكبار في السن والذين يملكون من الثروات ما لا يشعرون معه بأن عليهم اي التزامات ومسؤوليات ثقيلة
اسأله عن عيده الحالي وعن اعياده زمان قبل ثلاثين سنة
سيخبرك بأن اعياد الان مملة ومرهقة وانه لم يعد شيء يفرحهم كما كان الحال في الاعياد قبل 30 سنة .. سيتبسم وتلمع عينيه وهو يحدثك عن اعياد زمان
اسأله ايضا : هل كنت ثريا قبل 30 سنة كما هو حالك الان ؟ سيقول بالعكس بل كنت اتمنى الريال وقد اثقلتني الديون والمسؤوليات الثقيلة
لكنه - ودون حتى ان تسأله- سيبدأ يبرر ان سبب استمتاعه في اعياد زمان بأن الناس كانوا غير الناس والحياة كانت غير الحياة
اذن الموضوع ليس موضوع مال ومسؤوليات وضيق في المعيشة وانما الناس كانوا غير الناس والحياة غير الحياة
على فكرة لن تتوقف المسألة هنا ودائما ستجد مبرر بأن اعياد زمان كانت افضل. وهذه احدى استراتيجيات العقل اللاواعي الذي يخفي الحقيقية خلف ركام من المبررات والبرمجيات
"العيد ملل" هي نفسها "العيد فرحة"
وكل عباره منهما ستصبح حقيقة اذا انت قررت ان تكون حقيقة بغض النظر عن عمرك ووضعك ومسؤولياتك وكل مبرراتك
حتى فكرة "الوضع والظروف زمان كانت افضل" هي نفس فكرة ان "الوضع الان اسوأ والظروف اشد "
لا فرق بينهما .. فكلا العبارتين تصبحان حقيقة متى ما انت قررت ان تكونا حقيقة
اعرف ناس - وربما تكون احدهم - يفرحون جدا بعيد الحب او الام او الشجرة او غير ذلك ويستعدون له بقوة ويعيشونه ببهجة وفرح ونشاط وهات يا ابي هات
طيب لماذا لا تصبح هذه الاعياد مملة واعياد الحب زمان كانت احلى ؟
باختصار لأنك قررت ان تكون احلى وابهج
اذن بإمكانك الان تقرر ان يكون عيدك هذا احلى وابهج واجمل واروع
1.4K views10:38