2022-11-10 05:52:43
-
صَباح الخير ثم أما بَعد.. لابد على الإنسانِ أن تَعتليه الهموم في أيامِ حياته، ذاك قدرٌ مكتوب و واقع ، والحمد لله الذي يكرمنا برحمته أجرَ الصبرِ وَ الإحتساب..
وبعيداً عن واقِعكَ المركوم.. أبصِر في قلبك عن ما يُنيره، فتشِ في زواياهُ الى أن تجدَ النور وَ لو كلّفك بحثُك عُمراً، لكن إياك أن تنطفأِ، أوجدكِ الله على هذه الأرض لغايات فَ ابحث عنها وأدرِكها، وَ أولها -طاعتُه- التي تفتح لكَ أبواباً كثيرة مِن الخير وَ الحبِ معاً، وَ إياكَ وَ القلق فَ في أيِّ ضيقٍ ،وَ في أيِّ مكان، وَ في أي حالٍ كُنت -إنَّ الله يُدبر أمرك- كما يُدبر طعامَ الِنعاب في عَشه.. أغمضِ عينك وتذكرِ أشدَّ اللحظاتِ حزناً كيفَ سيّر الله -برحمَته- لكَ سبباً لم تكُن تَتوقعه فَ أخرجكَ منها وَ جعل قلبكَ يَتوهج كَ توهجِ الشمس، صلّي الآن لكي يتوهج قلبُك، وأطلبِ ما شِئت إن الله -غفور، رحيم، لطيف، قدير، حليم، ودود، ويقولَ للشيء كُن فيكون-
وعليكَ أن تُدرك أن القلوبَ في عِز ذبولِها تُزهر بركعتين في جوفِ ليلٍ لا يُسمعُ فيهِ إلا صدى الدّعوات..
وَ إن الله اذا إبتلانا بالتعبِ وَ هبنا معهُ -برحمتهِ- طاقةَ تحمّل عظيمة، لا لشيء إنما لأن عفوه أوسع فهو القائل :
"لا يُكلف اللهُ نفساً إلا وسعها"
لكن الذي يُسلنا دائماً أنّ هذا التعب أتى من حِكمة، وَ أتى لِخير قد نجهلُه لفترةٍ ما وَ مع ذلِك إنِ احتسبنا نُؤجر ..
في النهايةِ الشيءُ الذي يوجعكَ إنّ الله عليمٌ به، فلا تَبحث عَن طينٍ كَ طينِك، وَ خَلقٍ كَ خلقكِكَ لتبوحَ لهُ بهمكَ وَ تَعبك، إنما وَ جب عَليكَ أن تبوحَ بكلِ ذَرةِ قلقٍ فيكَ للذي يملكُ سبيل نجاتك وَ ربما هيأ اسباباً تُتعبك لتَنفض يَديك مِن الدُنا وَ تذهب لمحرابِك تناجيهِ بكل تعبكَ وَ خوفِك وَ حبك .
"..فَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَیَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِیهِ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰا"
وَ قَد قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : « ما يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلا وَصَبٍ، وَلا هَمٍّ، وَلا حَزَنٍ، وَلا أذىً، ولا غَمٍّ، حَتَّى الشوكَةُ يُشَاكُهَا إلَّا كَفَّرَ الله بِهَا مِنْ خَطايَاهُ »
1.7K views02:52