Get Mystery Box with random crypto!

إذا سكتنا فكل إنسان قد لا يرى عيب نفسه، قد لا يدرك عيب نفسه، ق | ملزمة الأسبوع

إذا سكتنا فكل إنسان قد لا يرى عيب نفسه، قد لا يدرك عيب نفسه، قد لا يستطيع أن يكون استشعاره أن فيه عيبا، أن يكون استشعاره ذلك هو بالشكل الذي ينطلق معه إلى إصلاح نفسه. لكن كلمة مني إليك، وكلمة منك إليّ هي قد تعمل عملها؛ ولهذا أمر الله المؤمنين بهذا، وجاء عن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ذلك الحديث المهم: ((الدين النصيحة)). إذا ما انطلق الناس ينصح بعضهم بعضا فإنهم سيعملون على إصلاح عيوبهم جميعًا، وسيكون عملهم ذلك مما يهيئ أجواء في بلدهم، ينشأ فيه أولادهم صالحين.
الشاب عندما ينشأ في مجتمع أهله على هذا النحو سيرى مجتمعًا تسوده أجواء التقوى، أجواء البر، أجواء الصلاح، فينشأ صالحا؛ ولهذا أمرنا الله أن نتعاون على البر، وأن نتعاون على التقوى، أو ليست التقوى حالة نفسية؟ كيف نتعاون على التقوى وهي حالة نفسية؟ نهيئ أجواءها، نهيئ الأجواء الصالحة بأن نكون جميعا متقين، وأن ينشأ أبناؤنا في بيئة أجواءها كلها تقوى، فنكون من تعاونّا فيما بيننا على خلق حالة التقوى في أنفسنا، وفي أنفس أبنائنا الذين ينشؤون.
ألستم تجدون فارقًا كبيرًا في الأولاد الذين ينشؤون في منطقة أهلها صالحون، وفي منطقة أخرى أهلها غير صالحين؟ كيف ينشأ الأبناء هنا وهناك؟ ينشأ هذا يطلع وهو يحمل نفس الصفات التي في مجتمعه من صلاح أو من فساد.
فلخطورة العيوب، وهي عيوب لا بد أن ننطلق في إصلاحها، ولإصلاحها لا بد أن ننطلق في القيام بالمهام التي أوجبها الله علينا: من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة فيما بيننا، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر على الحق، وأن نقول كلمة الحق، أن تنصح، وعندما تنصح ليكون كلامك مع أخيك مع صاحبك كلام الناصح وليس كلام الساخر، وليس كلام الفاضح، أظهر نفسك بأنك ناصح وسيقبل منك.
أما إذا جئت لتقهره بكلامك، وأنت حتى تريد أن تنصحه فإنك من ستدفعه إلى أن يكون له ردة فعل سلبية تجاه نصيحتك، وأمام توصيتك، وأمام أمرك بالمعروف له، وأمام نهيك له عن المنكر.
ويقول عليه السلام: ((اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها، ولا عائبة أؤنب بها إلا حسنتها)) حسِّنها حتى لا أؤنب بها، سواء بين يديك، أو بين عبادك، أليس أن يكون الإنسان له ذكر حسن هو مقصود لكل شخص؟ بل لأنبياء الله أنفسهم، نبي الله إبراهيم (صلوات الله عليه) هو دعا: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} (الشعراء:84) اجعل لي ذكرا حسنًا، والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هو من أمرنا أن نصلي عليه وعلى آله كما صلى الله على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ ليكون ذلك رفعة لذكره، ورفعة لذكر أهل بيته، وهو من رفع الله ذكره، أوليس الله هو الذي قال في كتابه الكريم: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} (الزخرف: من الآية44) شرف لك ولقومك.
البعض يبحث عن منصب ليظهر عزيزا أمام الناس، أو ليظهر قويا وشريفا وكريما أمام الناس، لكنه هو من عبَّد نفسه للشيطان بذلك المنصب! فعزته وهمية، وشرفه وهمي، وكرامته وهمية، هو من باع دينه، وباع نفسه مقابل عزة وشرف وكرامة ومكانة وهمية.
الإسلام لا يريد من أتباعه أن يكونوا ضعفاء أذلاء، وأولئك الذين يبدون كمؤمنين أذلاء مستضعفين، يعطون صورة سيئة عن المؤمن الحقيقي، هم من يرسخون في أنفسنا أن الإيمان استضعاف! حتى أصبح عند البدو، عند بعضهم معروف: أن الصلاة ذل، يقول هكذا [صلي.. قال: لا. المصلين يكونوا أذلاء، الصلاة ما منها فائدة، فقط ذل، تحصل على ذلة].
من أين جاءت هذه المفاهيم؟ والله يقول في كتابه الكريم: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (المنافقون: من الآية8) {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} (النساء: من الآية139) {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} (النساء: من الآية139) الله هو الذي قال: أن دينه، أن هداه هو شرف وعزة وكرامة لك ولقومك {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} (الزخرف: من الآية44) يغلط الناس عندما يتجهون إلى التدين فيخضعون أنفسهم، ويذلون أنفسهم، حتى يظهر نماذج تجسد الدين وكأنه ذلة، وكأنه ضعة، وكأنه خضوع.. هو ذلة فيما بين المؤمنين لكن في تعاملهم مع بعضهم بعض بشكل تواضع من بعضهم لبعض، لكنهم أعزة، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين. العزة، الله يريدنا أن نكون أعزاء، يريد أن نكون أقوياء، وأن نكون كرماء، وأن نكون شرفاء، لكنه هو وحده من سيمنحها.. لمن؟ لمن يسيرون على هديه، لمن يلتزمون بالعمل بهديه، لمن يعبِّدون أنفسهم له، فبمقدار ما نعبد أنفسنا لله سنكون أعزاء، وسنكون كرماء، وسنكون أقوياء في الدنيا، وسنحصل على العزة والرفعة في الآخرة، والدرجات العظيمة في الآخرة في الجنة.