Get Mystery Box with random crypto!

يقضي الإنسان عمره بحثًا عن من يأخذ تعبه على محمل الجدّ. يقضي ا | #القلب_الازرق 💙🦋🦋

يقضي الإنسان عمره بحثًا عن من يأخذ تعبه على محمل الجدّ.
يقضي الإنسان يا صديقي عمرًا كاملًا وهو يبحث عن يدٍ تربّت على قلقه. قد ينجح في العثور عليها، وقد يموت وهو يحمل تعبه إلى الله زادًا عن كلّ هذا الخوف..
كنت أربّي ذاك التّعب داخلي كأنّه طفل. أطلّ عليه كلّ ليلة من نافذة غرفته أسفل القلب، أتفقّد فوضاه.
كان دائم الارتجاف.
رغم أنّ أحدهم قال لي يومًا أنّني أملك قلبًا دافئًا. ضحكت حينها وتذكّرت فوّهة البراكين. ضحكت وأنا أشعر بالبرد في أعماقي بحثًا عن معطف كلمة أو خيط صوفٍ من عناق تخيطه لي جدّة حكاياتي الّتي أؤلّفها وأنا أنتقل من تعب لآخر.
هل تعلم يا صديقي كم نصًّا كتبت ولم أحتفظ به؟ هل تعلم كم مرّة تقيّأت تعبي على الأوراق؟ ثمّ مزّقتها، ثمّ بكيت عليها، ثمّ مجدّدًا محوت كثيرًا من هذا التّعب من ذاكرة هاتفي وأنا أقول لقلقي "ما الفائدة، وما نكتبه أعند من النّسيان؟"
ليس مهمًّا أن لا يعود النّصّ موجودًا ما دام هذا الحزن تكلّم وخرج إلى الحياة من عتبة بيت القصيدة وترك آثار أقدامه على قلبي؟
قل لي بربّك، ما الفائدة إن محوت نصوصي كلّها وأنا أحفظ تنهيدة التّعب عند كلّ منعطف كلمة منها؟؟
كنت أربّي التّعب داخلي بعناية، لم أبكِه حينها. لو أنّني بكيته؛ كان ذهب عنّي واحترق تحت جلدي. لكنّني ربّيته حتّى صار كبيرًا. ثمّ لم يعد تعبًا بعد ذلك.
أصبح "غضبًا"..
أنا غاضبٌ يا صديقي، غاضبٌ من هذا الصّمت الّذي ربّاني منذ طفولتي وكان يطلّ عليّ من نافذة قلبه ليتأكّد أنّني لم أبُح ولم أبكِ حتّى.
ليت الكلمات حينها خرجت منّا كيفما شاءت؛ دمعًا، حرفًا، أو ربّما صراخًا...
ما كان يا صديقي كبر هذا التّعب هكذا.
يقضي الإنسان عمره بحثًا عن من يقول له: "أنا أصدّق هذا التّعب.."