Get Mystery Box with random crypto!

ـ ـ معرف | عشية الظهور ع-ع

ـ ـ


معرفة الأشياء بأضدادها

يقول الشيخ الشهيد مرتضى مطهري [طاب ثراه]:

يؤكد العلماء العاملون في مجال تحليل العقل البشريّ، أنّ هذا العقل إنّما يدرك الأشياء ويتعرّف عليها من خلال مقارنتها بما يقابلها، ولا وسيلة له لمعرفة الأشياء سوى هذه الوسيلة.

وعليه، فإنّ الإنسان سيقف عاجزاً عن إدراك الشي‏ء الذي لا مقابل له حتى ولو كان بمنتهى الجلاء والوضوح.

هذا النور الذي هو أظهر وأوضح كلّ شي‏ء، بل هو مُظهر الأشياء، "ظاهر في نفسه مظهر لغيره"، فإن ظهوره لا يكفي ليدركه الإنسان، وإنما يدركه لأنه يأفل ويزول ويحلّ الظلام المقابل له محلّه، وهذا النقص، وكما هو واضح، يرجع إلينا لا إلى النور!.

حكاية السمكة، التي عاشت طيلة حياتها في الماء من دون أن تخرج منه يوماً، معروفة، حيث أنّها راحت تتساءل: ترى ما هو الماء الذي يتحدثون عنه ويقولون بأنّه سبب حياتنا؟! وفي أيّ مكان يوجد هذا الذي يسمونه ماءً؟! لماذا لا أراه؟!

ولسوء حظها لم يُكتب لها أن تُدرك وتعرف هذا الماء الذي كانت تنعم فيه باستمرار إلا عندما قدّر لها الوقوع خارجه، حينما ضاق نفسها لانعدام الماء، عندئذ فقط عند النقطة المقابلة للماء أمكنها أن تعرفه.

هذا مجرّد مثال يستخدمه العلماء لتقريب حقيقة أنّ العقل إنما يدرك الأشياء عَبر أضدادها، وأنّ ظهور حقيقة واحدة، بلا وجود مقابل لها، لا تكفي لحصول الإدراك عند البشر.


العقل البشري ومعرفة الله


ـ ـ