ومن خطبة للإمام علي (عليه السلام) [وفيها ينفر من الغفلة وينبه | عشية الظهور ع-ع

ومن خطبة للإمام علي (عليه السلام) [وفيها ينفر من الغفلة وينبه إلى الفرار لله]

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :

فَإِنَّكُمْ لَوْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ لَجَزِعْتُمْ وَوَهِلْتُمْ(١)، وَسَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ، وَلكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا عَايَنُوا، وَقَرِيبٌ مَا يُطْرَحُ الحِجَابُ! وَلَقَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ، وَأُسْمِعْتُمْ إِنْ سَمِعْتُمْ، وَهُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وَبِحَقٍّ أَقَولُ لَكُمْ: لَقَدْ جَاهَرَتْكُمُ العِبَرُ(٢)، وَزُجِرْتُمْ بِمَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ، وَمَا يُبَلِّغُ عَنِ اللهِ بَعْدَ رُسُلِ السَّماءِ(٣) إِلاَّ البَشَرُ.

هامش:
١-الوَهَلُ: الخوف والفزع، من وَهِلَ يَوْهَلُ.
٢- جَاهَرَتْكُمُ العِبَرُ: انتصبت لتنبهكم جهراً وصرحت لكم بعواقب أُموركم، والعِبر جمع عِبْرَة، والعِبرة: الموعظة.
٣- رُسُلُ السماء: الملائكة.

نهج البلاغة