2021-12-30 03:05:33
حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ومناسباتهم الدينية
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
︎فقد كثر الكلام حول حكم تهنئة المسلم للكفار بأعيادهم الدينية، وأرى من الواجب بيان الحق الذي يظهر لي في ذلك فأقول:
لا تجوز تهنئة الكفار بأعيادهم لما في ذلك من المحاذير الكثيرة ومنها:
#أولا: أن هذا فيه نوع موالاة لهم
وقد نهينا عن موالاتهم في أدلة كثيرة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، [سورة المائدة: 15]،
ومن الموالاة لهم تهنئتهم؛ لأنها تنبئ عن محبتهم ومحبة دينهم؛ لأن الذي لا تحبه لا تهنيه،
وقد قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) [سورة المجادلة: 23]،
فإذا نهينا عن محبة الأقارب المحادين لله ورسوله فكيف بغيرهم.
#ثانيا: أن هذا فيه رضى بأعيادهم وإقرار لهم عليها وتشجيع لهم، وكل واحد من هذه الأمور كافٍ في تحريم تهنئتهم فكيف إذا اجتمعت في تهنئتهم.
والجواب عن شبه المجيزين
1-وأما من يقول إن المسلم يضطر إلى تهنئتهم إذا كان مقيمًا بينهم أو يتعلم منهم فنقول:
#أولا: لا تجوز إقامة المسلم بين أظهر الكفار إلا لحاجة مباحة
وتنتهي الإقامة بينهم بانتهاء الحاجة مع تمسكه بدينه.
#ثانيا: هم لا يجبرونه على ذلك ولا يكرهونه
حتى يقال إن هذا من باب الضرورة ودفع الإكراه والمسلم يعتز بدينه ولا يجامل فيه بل يقول: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)
[سورة الكافرون:6].
2-وأما من يقول كما أنهم يهنئوننا بأعيادنا فنحن نهنئهم بأعيادهم
من باب رد الجميل.
فنقول إن أعيادنا حق وأعيادهم لا سيما البدعية باطلة فلا نقرهم عليها ولا نهنئهم بها.
3-وأما الاستدلال بقوله تعالى:
(لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) [سورة الممتحنة:8]،
على جواز تهنئتهم بأعيادهم
فنقول هذا استدلال في غير محله؛
لأن الآية تعني بر هؤلاء والإحسان إليهم في الأمور المباحة،
وتهنئتهم بأعيادهم ليست مباحة فلا نبرهم بها.
4-وأما قول: إن هذا من باب الدعوة إلى الله،
فنقول: الدعوة إلى الله لا تكون فيما نهينا عنه من موالاتهم بل تكون بما شرعه الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
https://www.alfawzan.af.org.sa/ar/node/13680
....
16 viewsedited 00:05