2021-12-08 09:13:25
كلما طالعتُ خصال أمنا الصديقة عائشة رضي الله عنها=استبدت بي دهشة مسبحة، وعدت أقول: سبحان الذي اصطفاها لنبيه ﷺ !
انظر إليها تخبر في شأن ما عن أمنا زينب بنت جحش رضي الله عنها، ومعلوم ما كان بينهما منافسةً وغيرة!
لكن أمنا بنفسها الزكية وخلقها الشريف لا تقص الخبر خاليا من توقيع نفسها المباركة، فتقول:
فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر امرأةً قطُّ خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله وأصدق حديثا، وأوصلَ للرحم، وأعظمَ صدقةً، وأشدَّ ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدَّقُ به، وتقرَّبُ به إلى الله تعالى، ما عدا سَوْرَةٍ من حِدَّة كانت فيها، تُسرع منها الفيئة!
وهذا عجيب والله في عالم الناس وفي عالم النساء خاصة!
وقد كان يمكنها أن تقول جاءت زينب فقالت كذا وقلت كذا، في كلام خال من هذه النعوت الحسان والصفات الجليلة!
ولكن النفس الشريفة تتسع بمناقب غيرها، وتفرح بالخير فيه وله، فيكون كلامها وفعلها خاليا من سواد الحقد وثرثرة الهمز والغمز واللمز!
وإن ناسًا طُمست قلوبهم فطمست الخير في غيرها، فلو تصاحبوا وتوادوا سنين عددا، ثم جئتَ لتسألَ واحدا منهم عن صاحبه لفصَّل لك وأسهب في ذكر كل شاذة وفاذة من سيئاته، ولا يكاد يحسن يذكر حسنةً واحدة له، فإن أخطأ فذكرها، أتبعها بشهاب ثاقب من حسده وجحوده
24 viewsفاطمة سعيد, 06:13