أراقبُ من بعيدٍ، محاولاتِ قيامكَ كل مرّةٍ. كشجرةِ زيتونٍ عتيقة | محمد باقر كجك
أراقبُ من بعيدٍ، محاولاتِ قيامكَ كل مرّةٍ. كشجرةِ زيتونٍ عتيقةٍ، تمَّ قلعها وزرعها في مكانٍ آخر.
وجعُ أن تمدّ جذوركَ كلّ مرةٍ.. ثم اقتلاعك كل مرةٍ، وجعٌ لا يحتمل. . أراقبُ صناعتك للأمل الصعب. رغمَ أنّ أشرار الشارع وشريراته، يكسرون أغصانك الفارهة نحو السماء. كيف تصنعُ الأمل؟ كيف تنمو حبّاتك المكتنزة بالفرح؟ كيف يرشح منك هذا الزيت؟ . عندما ينتهي موسم خريفك، وبردُ شتائك.. سأحدّثهم عنك: كيف كنت تتوجع وأنت تفرح. وكيف كنت تتوجع وأنت تحزن. وكم كان ضخماً ذلك الحزن الأسود الذي حملته على كتفيك، طوال هذه السنين. . وسأخبرهم، أنّك لم يؤلمك شيء، مثل سرقتهم لبسمتك، وصوت ضحكتك، وشغب الأطفال المخبوء في قلبك. حولوك لخشبة. وأنت اشتعلت كالنار، وأحرقت يدَ من أراد إطفاءك بالماء. لكن: وجعُ اختفاء الفرح من الشفتين، نارٌ، لا يطفئها إلا أنت. . سلامٌ عليك، في كهفك. وبحثك عن الماء. سلامٌ عليك، في بقية شبابك الجميل. سلام عليك، وعلى حبيبٍ لكَ متعلقٍ بحبل الأمل أعلى جبل الصبر العميم.. .
