2022-05-10 16:04:47
(نص+فيديو) كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال افتتاح الأنشطة والدورات الصيفية 1443هـ -2022م
#مركز_وسائط_انصارالله
لتحميل الملف..
https://t.me/mediaansarollah/4204
حياكم الله جميعاً، وأهلاً وسهلاً ومرحباً
أرحب بكل الحاضرين، وفي المقدِّمة الآباء العلماء الأجلاء، وكذلك الإخوة المسؤولين، وكافة الحاضرين أجمعين.
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة والأخوات
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
يأتي موسم الدورات الصيفية في هذا العام- كما في الأعوام الماضية- في إطار التوجه التحرري المبارك لشعبنا العزيز، الذي لم يوقفه العدوان على هذا البلد، والذي هو عدوانٌ شامل، استهدف حتى النشاط التعليمي، ولكن بعزيمة شعبنا الإيمانية، بثباته المستند إلى قيمه، ومبادئه العظيمة، وتوكله على الله "سبحانه وتعالى"، استمر النشاط التعليمي، ومن ضمنه هذه الدورات الصيفية، التي ندشنها اليوم، والتي تأتي- عادةً- في العطلة الصيفية، كما في الأعوام الماضية.
ميزة هذا النشاط التعليمي: أنه يأتي في إطار التوجه التحرري العملي الشامل لشعبنا العزيز، الذي هو بالاستناد إلى نور الله، وهدايته، وتوفيقه، وكتابه المبارك، وانطلاقاً من هويته الإيمانية، وانتمائه الإيماني.
فشعبنا العزيز الذي يتحرك في نهضته الحضارية، على أساس مبدأ الاستقلال والتحرر من هيمنة أعدائه، هو ينطلق انطلاقةً واعية، راشدة، مستبصرة، يستند فيها إلى نور الله، ليست انطلاقةً عمياء، بدون بصيرةٍ ولا رشد، أو توجهاتٍ حمقاء، ومواقف عشوائية، انطلقت من مزاج وأهواء وأطماع، أو تفكيرٍ ساذج، الذي يستند عليه شعبنا في إطار موقفه الحق، وموقفه الصحيح، وقضيته العادلة، ومظلوميته الواضحة، هو: هدى الله "سبحانه وتعالى"، هو نور الله، هو المبادئ الكبرى، التي ننطلق على أساسها في انتمائنا الإيماني العظيم، في مقدِّمتها: التحرر من هيمنة أعداء الإسلام والمسلمين، أعداء الأمة، وأن ننطلق في مسيرة حياتنا على أساس نور الله وهديه، كشيءٍ أساسيٍ لنا، بحكم إسلامنا، بحكم هويتنا وانتمائنا للإسلام.
الإسلام هو دين رشد، دين نور، دين بصيرة، دين العلم النافع، الذي ينتفع به الإنسان ابتداءً في واقعه الروحي، والنفسي، والتربوي، والأخلاقي، والسلوكي، ثم في إطار مسيرته في الحياة، نور الله الذي يضيء لنا الدروب، فنستضيء به في مسيرة حياتنا، لفهم دورنا في هذه الحياة بشكلٍ صحيح، لأداء مسؤولياتنا في هذه الحياة بشكلٍ صحيح، لنقف المواقف الصحيحة في واقعنا على أسسٍ صحيحة، لنتزود بالبصيرة، لمعرفة الحقائق في واقع هذه الحياة، ولنتحصن من الضلال، ولتتزكى نفوسنا، فهدى الله "سبحانه وتعالى" هو نور.
الله "سبحانه وتعالى" قال في القرآن الكريم: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ}، يخاطب نبيه محمداً "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}، {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم: من الآية1]، ورسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" تحرَّك لإنقاذ البشرية بذلك النور، وأخرجهم من الظلمات بشكلٍ عمليٍ من خلال ذلك النور، حررهم من العبودية للطاغوت، إلى ألَّا يكونوا عبيداً إلَّا لله "سبحانه وتعالى"، علَّمهم منهج الله، ليكون هو الأساس الذي يعتمدون عليه لنظم حياتهم، قدَّم لهم شريعة الله "سبحانه وتعالى"، لتكون هي المعتمد في مسيرة حياتهم، هداهم إلى الله، بصَّرهم بنور الله حقائق هذه الحياة، قدَّم لهم التشخيص الكامل لواقع المجتمع البشري؛ ليعرفوا من هو العدو، ومن هو الصديق، قدَّم لهم ما أخرجهم من الضلال، وما حصَّنهم من الضلال... وهكذا هو هدى الله "سبحانه وتعالى" نور بكل ما تعنيه الكلمة.
الإنسان في مسيرة حياته يحتاج إلى هذا النور، في إطار دورنا الحضاري كبشر نحتاج إلى نور الله "سبحانه وتعالى"، دين الله، وهدي الله، ونور الله، هو لنا في هذه الدنيا نستضيء به في أداء مسؤولياتنا في هذه الحياة، لصلاح حياتنا، لنكتسب الرشد الحقيقي، ولنقتبس الحكمة في معناها الحقيقي، ولنسير بشكلٍ صحيح في هذه الحياة، وأيضاً وفيما بعد ذلك وعلى مستوى أساسي جدًّا لما بعد هذه الحياة، لمستقبلنا الأبدي في الآخرة، لفلاحنا، لفوزنا، لنجاتنا في مستقبلنا الآتي حتماً في الآخرة.
714 views13:04