2023-02-23 23:42:32
يا من تَتَعَري
أينَ أنتِ من هذه
المرأة السوداء رضي الله عنها
روى البخاري ومسلم عن عطاء بن أبي رباح قال :
قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟
قلت : بلى .
قال : هذه المرأة السوداء ! أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله لي .
قال : إن شئت صبرتِ ، ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك .
قالت : أصبر .
ثم قالت : فإني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها .
لاحظ حرص تلك المرأة على أن لا تتكشّـف حتى وهي في حالة فقدان الوعي أو بعضه .
أين هذا من حرص بعض نساء المسلمين اليوم على التّـكشّــف والتّـعـرّي وهو في أتم صحة وعافية ، وأكمل نضارة وشباب ؟؟؟
الدنيا في عين تلك المرأة مُحتقرة
الـدنيا لا تهـمّ
المـرض لا يهـمّ
الصَّـرع لا يهـمّ
التّأذي به لا يهـمّ
وإنما الذي يهمّ هو الستر والتّـستّـر وعدم التكشّف .
وهذا الأمـر هو الذي أهـمّ أم سلمة رضي الله عنها
لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جـرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه . قالت أم سلمة : يا رسول الله فكيف تصنع النساء بذيولهن ؟ قال : يرخينه شِـبراً . قالت : إذا تنكشف أقدامهن ! قال : يُـرخينه ذراعا ، لا يَـزدن عليه . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي .
فلما قال عليه الصلاة والسلام – : من جـرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه .
اهتمّـت أم سلمة وظنّـت أن الخطاب للرجال والنساء
فحملها ذلك على السؤال عن ثياب النساء
فجاءها الجواب : يُرخينه شبراً . يعني أسفل من الكعب .
فورد عليها إشكال – عندما تركب المرأة الدابة أو تنزل منها أو تصعد درجاً ونحوه –
إذا تنكشف أقدامهن !
فجاء الجواب الأخير
يُـرخينه ذراعا ، لا يَـزدن عليه .
واليوم تُشمّر بعض النساء عن ثيابها حتى تنكشف ساقيها كأنها تُريد أن تخوض لُجّــة البحر !
لِـحـدِّ الركبتين تُشمّرينا *** بربِّـك أي نهرٍ تعبرينا ؟؟!!
إن قضيّـة السِّـتر والتّـستّـر هي التي كانت تشغل بال نساء السلف في جميع الأحوال
حال السلامة والعافية كما في حال أم سلمة
وحال المرض والإغماء كما في حال المرأة السوداء
لقد كانت قضيّـة السِّـتـر هي شُغلهن الشاغل ، حتى في حال رفع قلم التكليف ، أو بعد مُفارقة الدنيا
وأصبحت قضيّـة العُـري والتّـعـرّي !! وتشمير الملابس !! وتضييقها !! وتشقيقها !! هي قضيّـة العديد من نساء الأمـة اليوم !
شتّـان شتّـان ويا بُـعـد ما بينهمـا
أُخيّــــه :
فلتكن قضية السِّـتر هي قضيّـتك التي لا تقبلين المساومة عليها أبـداً
سـتركِ الله في الدنيا والآخــرة .
1.1K views20:42