2018-07-05 19:31:42
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد ملخصة من الدرس الثامن عشر من شرح كتاب التوحيد
لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبد الله عبد الرحمن بن مرعي العدني -رحمه الله-
الفائدة الأولى :
(الرُّقَى) : جمع "رُقْيَة" وهي العزائم التي يُعَوَّذ بها الصِّبْيَان وغيرهم ، و(التمائم) : مَا عُلِّقَت على الحيوانات أو على الصِّبْيَان أو على غيرهم من الصَّدَف أو من الأوراق أو من الأوتار أو من غيرِ ذلك.
الفائدة الثانية :
قول المصنف -رحمه الله- : في الصحيح عن أبي بشيرٍ الأنصاري أَنَّهُ كانَ مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في بعضِ أسفارهِ فأرسلَ رسولًا : «أَلَّا يَبْقَيَنَّ في رقبةِ بعيرٍ قِلَادَةٌ من وَتَرٍ أو قِلَادَةٌ إِلَّا قُطِعَت».
القِلَادَة : "هي التي تُحِيط بالعُنُق سواء كان من وَتَر أو من غيره" وكانت عادة لأهلِ الجاهلية أَنَّهُم يَرْبِطُون على أعناق دوابِّهم من الأَبْعِرَة وغيرها الأوتار أو هذهِ التمائم لأجلِ أنْ تدفع عنهم الآفات والمصائب والعين ، وكانوا إذا قَدُمَ أو اخْلُوْلَقَ هذا الوتر أتوا بِوَتَرٍ جديد ويظنون أنَّ بوجود هذا الوتر الجديد يستمر دفع المصيبة أو العين أو الآفات ، فأنكر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- هذا الاعتقاد الجاهلي عليهم وأمرَ هذا الرسول أَلَّا يَتْرُك وَتَرًا على بعيرٍ وقد وَضِع لأجل أنْ يُدْفَع بهِ العين إِلَّا قُطِع أَمَّا إذا قُلِّدَ البعير في الهَدي فهذا ليسَ داخلًا في هذا لأَنَّهُ لا اعتقادَ فيه أمَّا إذا رُبِطَت الأوتار وعُلِّقَت التمائم لأجلِ جلبِ النفع أو دفع الضر فهذا الذي لأجلهِ بعثَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- هذا الرسول.
الفائدة الثالثة :
قوله -صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ الرُّقَى والتمائم والتِّوَلَة شِرْكٌ».
المقصود بــ (الرُّقَى) هُنَا الرُّقَى الشركية المتضمنة للاستعانة بغيرِ اللهِ -سبحانهُ وتعالى- من دعاءِ غيرِ الله أو الاستغاثة بغير الله أو الاستعاذة بغير الله -عزَّ وجلَّ- بِذِكْرِ أسماء الملائكة أو الجن أو الأولياء أو الصالحين أو أسماء المجهولين.
وهذا الحديث حَسَن بمجموع طُرُقِه لَهُ عِدَّة طُرُق وكُلُّ طريقٍ منها لا يخلو من مقال لكن بمجموعِ هذه الطُرُق يرتقي إلى درجة الحَسَن لغيرهِ.
الفائدة الرابعة :
هَل جميع الرُّقَى تُعْتَبَر من الشرك ؟
الجواب : "لا" المراد بالرُّقَى هُنَا الرُّقَى الشركية ، لماذا ؟ لأنَّ النبيَّ -صلى اللهُ عليهِ وسلم- رَقَى غَيْرَهُ ورُقِيَ -عليهِ الصلاة والسلام- رقاهُ جبريل ، وهكذا أجازَ الرُّقَى كما تَقَدَّم في الأبوابِ المتقدمة «لا رُقْيَةَ إِلَّا من عَيْنٍ أو حُمَى» وهكذا حديث عَوْف بن مالك الذي رواهُ الإمام مسلم قالَ : كُنَّا نَرْقِي في الجاهلية فسألنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم : "هل في ذلكَ بأس" فقالَ : «اعرضوا عَلَيَّ رقَاكُم لا بأس بالرُّقَى ما لَمْ تَكُن شِرْكًا».
الفائدة الخامسة :
شروط الرُّقَى الجائزة :
الشرط الأول : أَنْ تكون بكلام مفهوم المعنى ، فإذا كانت الرُّقِيَة التي لُقِّنَ بها الرجل وهو لا يعرف معناها فلا تجوز ، ومنهم من يَذْكُر أنَّهَا تكون باللسانِ العربي لكن الذي يَظْهَر أَنَّهُ لا بأس أيضًا للأعجمي أَنْ يُرْقِي بما يُفْهَم عند السامعين.
الشرط الثاني : أَنْ يكون بالآياتِ القرآنية ، والأذكارِ النبوية ، والأشياء المشروعة غير الممنوعة.
الشرط الثالث : أَلَّا يُعْتَقَد أَنَّهَا تنفع بذاتها ، وإِنَّمَا النافع الضار هو الله -سبحانهُ وتعالى-.
الفائدة السادسة :
هل من شرط الرُّقْيَة أن تكون بالقرآن والسنة فقط ؟ وهل يجوز أنْ يقول كلامًا فيهِ الدعاء للمريض وإِنْ لَمْ يعرف أَنَّ هذا مَأْثُور ؟
الذي يَظْهَر أَنَّهُ لا بأس طَالَمَا ليسَ فيه شرك «اعرضوا عَلَيَّ رقَاكُم لا بأس بالرُّقَى ما لَمْ تَكُن شركًا» لكن أَكْمَل الرُّقَى أَنْ يَقِف الإنسان عند الآيات وعند الأحاديث الْمَأْثُوْرَة الصحيحة عن -النبيِّ صلى الله عليهِ وعلى آلهِ وسلَّم-.
تفريغ ، وتلخيص الفقير إلى عفو ربه :
«أبي قتادة حسام بن أحمد العدني»
-غفر الله ولوالديه ولمشايخه-
--- --- ---
«فريق العمل بمجموعات ميراث العلامة عبد الرحمن العدني بالواتساب».
ولمن فاتته الفوائد السابقة يجدها في قناة ميراث العلامة عبد الرحمن العدني من الرابط التالي :
https://t.me/meerath_aladny
نسأل اللهَ -تباركَ وتعالَى- أن ينفعنا وإياكم بعلم شيخنا العلامة عبد الرحمن العدني -رحمه الله-
---------------------------
«إدارة المجموعة»
---------------------------
1.2K viewsأبو قتادة حسام العدني, 16:31