Get Mystery Box with random crypto!

كان الإمام الشهيد عبد الله عزام يرى أنه لا بد من تغيير الواقع | من 01 إلى كل الوحدات

كان الإمام الشهيد عبد الله عزام يرى أنه لا بد من تغيير الواقع القائم بالقوة، وأن الأمة قد عرفت طريق الذل لما تركت السيف، وأن عدم إكراه الناس على الإسلام يأتي بعد إزاحة الأنظمة والأوضاع الجاهلية بالقوة

قال رحمه الله :
"إن هذا الدين جاء إعلاناً عاماً للبشرية كافة. يؤذن أن مجال عمله هو الإنسان -كل إنسان- في الأرض كل الأرض، ومن ثم فإن الجهاد ضرورة حتمية تلازمه، كلما أردنا أن نبلغه للناس، أو ننشره في ربوع العالمين، لأنه سيقف في وجهه العقبات الكبرى التي يقوم عليها كيان الجاهلية.
سيقف في وجهه عقبات كأداء: سياسية واجتماعية واقتصادية وعرقية وجغرافية، ولا يمكن لدين جاء لينقذ البشرية أن يقف مكتوف اليدين يبلغ باللسان، ويدع للجاهلية السلاح والسنان، لأن الجاهلية نفسها ستتحرك، لتحمي كيانها وتجتث الإسلام من الجذور.. ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾.
وسواء تحركت الجاهلية أم لم تتحرك، فلا بد للإسلام أن ينطلق بحركته الذاتية، التي لا بد منها لقانون التدافع ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾.
إن قانون التدافع بين الحق والباطل هو الذي يحفظ الحياة صالحة، وإلا أسنت الحياة وتعفنت، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ﴿إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾، يعني إن لم تحصل الموالاة بين المؤمنين والجهاد والهجرة في سبيل الله يعم الشرك الأرض.
وقانون التدافع: هو التفسير الإسلامي للتاريخ والأحداث، إن الإسلام لم يأت ليكون دين الجزيرة العربية فحسب، أو ليكون دين العرب فقط، ثم بعد ذلك يقبع في أرجاء الجزيرة، يدافع عن حدودها، ويحمي أطرافها، إن رسول الله ﷺ بعث للأحمر والأسود.
إن الجهاد ضرورة لحماية الشعائر وحفظ الفرائض التعبدية وأماكن أدائها ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ...﴾.
فالتمكين في الأرض ضرورة حتمية وفرض لازم لحماية العبادة ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ..﴾.
لقد بلغت الجرأة بأعداء الله أن يعلن أتاتورك تحويل مسجد آياصوفيا إلى متحف، ويمنع الأذان بالعربية، ويمنع الصلاة أمام الناس، ويفرض السفور على كل امرأة تتعامل مع الدولة، أو تدرس في مدارسها!!
ولقد وصل الصلف بعبد الحكيم عامر أن يوزع على خطباء المساجد أن يمتنعوا عن الكلام على فرعون سيدنا موسى!!
وبلغ الغرور بالنصيري أن يعلن حكم الإعدام عقوبة على من ثبت أنه من الإخوان المسلمين!!
ووصل الإستهتار والسخرية بالقيم عند أحدهم أن يؤسس نوادي للعراة يسميها (صفر في الأخلاق)!!
ويعلن جمال سالم هزأه بالقرآن الكريم، فيطلب من الأستاذ الهضيبي أن يقرأ الفاتحة معكوسة.
ويصرح حمزة البسيوني قائلاً لمن استغاثوا بالله أثناء التعذيب : (لو جاء الله لوضعته في الزنزانة)!!.
إنها مهزلة مضحكة قاتلة أن يقول قائل: إن وظيفة الإسلام أن يقف واعظاً لأمثال هؤلاء، ينصحهم باللسان، ولا شأن له بالسنان، لأنه لا إكراه في الدين!!
لا بد للإسلام من البيان باللسان وإزالة الحواجز أمام دعوته بالسنان.
نعم لا إكراه في الدين بعد تحطيم العقبات، التي تحول دون وصول الإسلام إلى الناس، وتمنع دخول الناس في هذا الدين، وتعبدهم لغير رب العلمين، إن الحق يأبى الحدود الجغرافية، ولا يرضى أن ينحصر في حدود ضيقة اخترعها علماء الجغرافيا، فالحق يتحدى العقول البشرية النزيهة، ويقول لها: ما بالكم تقولون إن القضية الفلانية حق في هذا الجانب من الجبل أو النهر، وهي باطل إذا تعدت هذا الشاطئ إلى الشاطئ الآخر؟".

[عبر وبصائر للجهاد في العصر الحاضر ص6/7]