Get Mystery Box with random crypto!

كيف ترسم علاقتك مع الدنيا ؟ يقول السيد مهدي الصدر [طاب ثراه]: | 🌿 معراج الروح 🌿

كيف ترسم علاقتك مع الدنيا ؟

يقول السيد مهدي الصدر [طاب ثراه]:

تواطأ الناس بأسرهم ، على ذمّ الدنيا وشكايتها ، لمعاناة آلامها ، ففرحها مُكدَّر بالحزن وراحتها منغصّة بالعَناء ، لا تصفو لأحد ، ولا يهنأ بها إنسان . وبالرغم مِن تواطئهم على ذلك تباينوا في سُلوكهم وموقفهم من الحياة : فمنهم مَن تعشّقها ، وهام بحبّها ، وتكالَب على حُطامها ، ما صيَرهم في حالة مُزرية ، مِن التنافس والتناحر .

ومنهم مَن زهِد فيها ، وانزوى هارباً مِن مباهجها ومُتعها إلى الأديِرَة والصوامع ، ما جعلَهُم فلولاً مُبعثَرة على هامش الحياة .

وجاء الإسلام ، والناس بين هذين الاتّجاهين المتعاكسين ، فاستطاع بحكمته البالغة ، وإصلاحه الشامل ، أنْ يشرّع نظاماً خالداً ، يؤلّف بين الدين والدنيا ، ويجمَع بين مآرب الحياة وأشواق الروح ، بأُسلوبٍ يُلائم فطرة الإنسان ، ويضمن له السعادة والرخاء .

فتراه تارة يحذّر عشّاق الحياة من خُدعها وغرورها ، ليحررهم من أسرها واسترقاقها ، كما صورته الآثار السالفة .

وأخرى يستدرج المتزمتين الهاربين من زخارف الحياة إلى لذائذها البريئة وأشواقها المرفرفة لئلاّ ينقطعوا عن ركب الحياة ، ويصبحوا عرضة للفاقة والهوَان .

قال الصادق ( عليه السلام ) : ( ليس منّا مَن ترَك دنياه لآخرته ، ولا آخرته لدُنياه ).

وقال العالم ( عليه السلام ) : ( اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً ).

وبهذا النظام الفذ ازدهرت حضارة الإسلام ، وتوغل المسلمون في مدارج الكمال ، ومعارج الرقيّ الماديّ والروحي .
_____________________________
أخلاق أهل البيت [عليهم السلام].
https://t.me/meragalrooh