Get Mystery Box with random crypto!

الموت يقول السيد محمد سعيد الحكيم [طاب ثراه]: وهو هادم اللذا | 🌿 معراج الروح 🌿

الموت

يقول السيد محمد سعيد الحكيم [طاب ثراه]:

وهو هادم اللذات، ومفرق الجماعات، وقد قهر الله سبحانه وتعالى عباده به وأذلهم، وبه ينتهي جمع الجامعين، وأمل الآملين، وطمع الطامعين، وطغيان الطاغين، وجبروت المتجبرين، وكبرياء المتكبرين. وكفى به عبرة لأولي الألباب وموعظة لذوي النهى والرشاد، وهو خاتمة الدنيا التي من نظر بها بصرته ومن نظر إليها أعمته، والتي جعلها الله تعالى مزرعة للآخرة ومضماراً له. وقد ورد عن بعض أئمتنا (صلوات الله عليهم) أنه وقف على قبر يحفر، فقال: "إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وإن شيئاً هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره".

فبالموت يخرج الإنسان من هذه الدنيا ويتركها بما فيه، وليس معه إلا عمله وما اجترح، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاه، وبعد ذلك العرض على الله تعالى وحسابه، ثم الحكم الحق والقضاء العدل (( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ )).

قال عز من قائل: (( ... وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً )).

فعلى المؤمن أن يكون على حذر من ذلك بحسن عمله، وطيب مكسبه، وتورعه في أمره، وتحري رضى الله تعالى، ومجانبة سخطه. وأن لا يسلس قياده في هذه الدنيا الفانية لشهواته ورغباته وعواطفه واندفاعاته، ويستجيب لنزعات الشيطان الرجيم ودواعي النفس الأمارة بالسوء غفلة عن ما يراد به وذهولاً عن المصير المحتوم، فإن صرعة الاسترسال لا تستقال. قال عز من قائل: (( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )).

ونسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يعصمنا من مهاوي الهلكات ويجعلنا من أهل التذكر والاعتبار، ولا يجعلنا من الغافلين إنه أرحم الراحمين وولي المؤمنين.
_
مرشد المغترب
@meragalrooh