Get Mystery Box with random crypto!

سؤال وجواب حول الأنبياء واستجابة الدعاء يقول الشيخ محمد جواد | 🌿 معراج الروح 🌿

سؤال وجواب حول الأنبياء واستجابة الدعاء

يقول الشيخ محمد جواد مغنية [طاب ثراه]:

تسأل : ان إبراهيم طلب من اللَّه ان يجعل أبناءه مؤمنين ، لا يشرك واحد منهم باللَّه ، وإبراهيم نبي مرسل مستجاب الدعوة ، مع العلم بأن الكثير من ذريته قد أشركوا وعبدوا الأصنام ، ومنهم كفار قريش الذين هم من نسله وسلالته ؟ .

ونقل الرازي عن المفسرين خمسة أجوبة ، ولكن السؤال ما زال قائما يطلب الجواب عنه . . والذي نراه ان حقيقة الدعاء ما هي إلا طلب ورجاء ، سواء أكان من نبي أم غير نبي ، وقد تستدعي حكمته تعالى الاستجابة فيستجيب ، أو الرفض فيرفض ، وليس معنى عدم الاستجابة ان الداعي لا وزن له عند اللَّه كي يضر ذلك بمقام النبوة ، وعصمة الأنبياء على فرض عدم الاستجابة لدعائهم . .

كلا ، فإن رفض السؤال بمجرده لا ينبئ عن غضب المسؤول على السائل ، بل قد يدل على حبه له ، وحرصه على مصلحته ، فلقد طلب نوح (عليه السلام)من اللَّه نجاة ولده من الغرق ، فأجابه المولى بقوله : { فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } [هود: 46]

وبكلام آخر ان دعاء النبي لا يعبر إلا عن حبه ورغبته ، وليس من شك ان الأنبياء يحبون ويرغبون في ايمان الناس جميعا وهدايتهم إلى الحق ، ومع ذلك قال اللَّه لسيد المرسلين الأعظم : { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكِنَّ اللَّهً يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [56 -القصص ] . ولو تحقق كل ما يرغب فيه الأنبياء لما وجد على ظهرها كافر ولا مجرم ، ولما قاسى رسل اللَّه من الكفار والفجار ما قاسوه ، وبالخصوص سيدهم وخاتمهم الذي قال : ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت.
___
تفسير الكاشف ج4 ، ص451-452.٠
@meragalrooh