Get Mystery Box with random crypto!

النفوذ الديني - وأثره على الواقع الشيعي بالعراق / 4 .. بعد | المعمار

النفوذ الديني - وأثره على الواقع الشيعي بالعراق / 4

.. بعد 2003 :
– مع سقوط نظام البعث المجرم - انفتحت لشيعة العراق فرصة لا سابقة لها في التاريخ للتحرر من الظلم ولحكم انفسهم بأنفسهم - وبمعونة دولية.
– كما حظيت الزعمات الروحية بتأييد محلي ودولي وبإحترام كبير وبقدرة عالية على فرض إرادتها بصورة لا سابقة لها في التاريخ ايضا.

بزوال الطاغية عاد آلاف العراقيين المهاجرين من أبناء الحركة الإسلامية ، وكان بينهم عدد كبير من علماء الدين وطلبة الحوزة.
– غالبيتهم كانوا أتباع الخط الرسالي، وممن إنتموا في شبابهم للتنظيمات الاسلامية، والتي تعرضت لقمع شديد دفعهم للهجرة.

في الداخل - مع مطلع التسعينات ، وبعد هزيمة حرب الكويت وانتفاضة شعبان ووطأة الحصار الاقتصادي - نما جيل جديد من طلبة العلوم الدينية عاشوا المحنة مع الزعامات التي بقيت في العراق، وعانوا معها التضييق والإضطهاد . وكانوا يعتبرون أنفسهم الأقرب إليها فكراً وإنتماءً وولاءً.
– بعضهم كان لديه ردة فعل من الإسلام الحركي وتنظيماته ، لما تسبب به من معاناة للشيعة ، من إعداماتٍ وسجون وتهجير . لذلك كانوا سلبيينَ تجاه العائدين من الخارج.

– البعض الآخر - كان ينظر باعتدال إلى الإسلاميين العائدين، وكان مؤيدا لاحتوائهم ضمن المنظومة الدينية والتعامل معهم دون حساسية ، معتقدا انهم سيكونون مصدر قوة للكيان الشيعي ، وإضافةً نوعية بما إمتلكوه من تجربةٍ ميدانية وخبراتٍ وانفتاحٍ على العالم الخارجي.

فئةٌ ثالثة تملّكها طموح الارتقاء في سماء السلطة الدينية - بعد زوال القمع والانفتاح الكبير في أفق العمل الإسلامي ، واستحداث المؤسسات التي ارتبطت بالزعامات الكبيرة دعما وتمويلاً ، حيث وفّرت المؤسسات مواقعَ جديدةً للنفوذ الثيوقراطي . وقد تحركت هذه الفئة سريعا لشغل تلك المواقع.

– وقد توجس هؤلاء من العودة الجماعية لإسلاميي المهجر - والتي تعني منافستهم على مواقع النفوذ في المكاتب والمؤسسات المستحدثة ، كما إنزعجوا من إقترابهم السريع للزعمات المهمة وإحاطتهم بها ، وهو ما حرّك فيهم حافز الدفاع عن (استحقاقهم الطبيعي) في شغل تلك المواقع.
– لقد تصدر هذا الهاجس سلّم أولويّاتِهم، وكان له التأثير الأكبر على حساباتهم وحراكهم. وانشغل البعض كثيرا بالتخطيط لمعالجة هذا الوضع ، مما إنعكس على سياسة المؤسسات التي أمسكوا بإدارتها.

في مسارٍ موازي - استحوذ على بعض الزعامات هاجس انتشار الفكر الحركي والثوري ، وتمدده على حساب مساحتها الجماهيـرية.
– كان للخوف مبرراته، وفي مقدمتها القدرة التنظيمية للإسلاميين ، وسرعة تغلغلهم في المجتمع بفضل خطابهم الحماسي ، مستفيدين من تأريخهم الجهادي واستحواذهم على إرث الحركة الإسلامية وشهداءها.

كما هيمن على البعض هاجس التغلغل الايراني.
– وقد نجحت أطرافٌ في إقناع زعاماتٍ كبيرة أن "الايرانيين" سيدفعون بحلفائهم من الإسلاميين للهيمنة على الساحة العراقية واستقطاب جماهيرها لصالح الخط الثوري ، والعمل على إزاحة الزعامات التقليدية من مواقعها.

لقد ضغطت هذهِ الهواجس على فكر بعض الزعامات ، وإنعكست آثارها بشكل جليّ في مواقفها الإجتماعية والسياسية.

٣١ -٨ -٢٠٢٢

المعمار
كتابات في الشأن العراقي - الشيعي
https://t.me/miemaranalyses2
https://t.me/miemaranalyses