2021-11-26 21:47:00
بسم الله الرحمن الرحيم
الصحاري
تشغل الصحاري بكافة أنواعها (الباردة، والمعتدلة، والحارة) نحو 45.5 مليون كم2،[1] وتمتد في نصف الكرة الشمالي ما بين دائرتي عرض 22 ْ ـ 48 ْ شمالاً في قارة آسيا، وتكاد تكون نطاقاً عرضياً، يمتد من الغرب إلى الشرق لمسافة تصل إلى 11 ألف كيلومتر ما بين أفريقيا وآسيا. وتمتد صحاري قارة أمريكا الشمالية بين دائرتي عرض 22 ْ ـ 44 ْ شمالاً. وتتمثل الصحاري في نصف الكرة الجنوبي في أمريكا الجنوبية (ما بين دائرتي عرض 5 ْ ـ 30 ْ جنوباً)، وأفريقيا (6 ْ ـ 33 ْ جنوباً)، واستراليا (20 ْ ـ 34 ْ جنوباً).
وتتباين المساحات الصحراوية من قارة إلى أخرى ، تتصدرها قارة استراليا[2]، إذ تمثل الصحاري بها نحو 49% من إجمالي مساحتها، وتتذيلها قارة أوروبا ، إذ لا تشغل الصحاري بها إلاّ نحو 1% فقط من مساحتها، وكذلك تتفاوت أقطار العالم من حيث المساحات التي تشغلها الصحاري،
فعلى سبيل تمثل الصحاري 98% من مساحة ليبيا، و96% من مساحة مصر، و95% من مساحة شبه الجزيرة العربية ، و88% من مساحة باكستان، و11% من مساحة الهند.
وتنقسم الصحاري حسب المناخ العام إلى ثلاثة أنواع هي:
1- الصحاري الجليدية
ويقصد بها الصحاري المغطاة بالجليد طوال السنة، ونادراً ما يحدث له ذوبان، إذ لا ينحسر إلا عن 1 % فقط من مساحتها الإجمالية، ومن ثم فهي تعرف بالصحاري البيضاء أو القطبية أو الثلجية Ice of White Deserts ، وتتركز هذه الصحاري في قارة انتاركتيكا، وشبه جزيرة ألاسكا، وجزيرة جرينلند، وشمالي أوراسيا. وأقل درجة حرارة سجلت في تلك الصحاري، يوم 20 أغسطس 1960 في فوستوك Vostok، إذ بلغت 88.3 درجة مئوية تحت الصفر.
كما تتواجد بشمال كندا على مساحات واسعة وغير مأهولة
2- الصحاري المعتدلة
وتظهر في الأجزاء الداخلية من القارات في نطاق العروض الوسطى في كل من أوروبا، وآسيا، وأمريكا الشمالية، ويتميز مناخها بالبرودة الشتوية الشديدة، وارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وأمطارها القليلة، التي لا تزيد عن عشر بوصات سنوياً، ومعظمها أمطار صيفية، ويعزى جفاف تلك
الصحاري إلى بعدها عن المسطحات المائية، وبالتالي تصل الرياح إليها جافة، بعد أن تكون قد تخلصت مما كانت تحمله على هيئة أمطار.
3- الصحاري الحارة
وتوجد حول دائرتي العرض 20 ْ ، 25 ْ شمالاً وجنوباً، تمثِّلها الصحراء العظمى الأسترالية ، وتتميز هذه الصحاري بأنها أكثر جهات العالم جفافاً وذلك لوقوعها في نطاق الضغط المرتفع المداري، وعدم تأثرها بأعاصير العروض المعتدلة.
والصحاري الحاره هي أكثر أنواع الصحاري إنتشارا في العالم
ومن تتبع دراسة أنواع الصحاري، يمكن إيجاز أسباب الجفاف العامة فيما يلي:
1- البعد عن المؤثرات البحرية
وهو يعد من الأسباب الرئيسية للجفاف في كثير من أقاليم العالم ، لذا تتسم الأجزاء الداخلية من القارات بالجفاف، ويزيد من هذا التأثير اتجاه الرياح السائدة، حيث تمتد الصحاري على السواحل الغربية حينما تهب الرياح الشرقية، وتمتد في الأجزاء الشرقية حينما تهب الرياح من المناطق الغربية، وتجدر الإشارة إلى أن هناك فرقاً بين البعد عن المسطحات البحرية والبعد
عن المؤثرات البحرية، ولا يعني البعد عن المؤثرات الأخيرة البعد عن البحار، إذ توجد صحاري ساحلية كما هو الحال في صحراء ناميبيا وأتكاما.
2- الوقوع في منطقة ظل المطر
وتعني وجود سلاسل جبلية، تعترض اتجاه الرياح، فيؤدي ذلك إلى تساقط ما بها من رطوبة على هيئة أمطار، وحينما تمر تلك الرياح من خلال تلك السلاسل الجبلية، تكون قد تخلصت مما بها من بخار ماء، ومن ثم تصل جافة إلى المناطق المظاهرة لاتجاهها، ومن أمثلتها:
أ- الصحراء المعتدلة في إقليم بتاجونيا، حيث يسود الجفاف، نتيجة وجود جبال الأنديز (أمريكا الجنوبية).
ب- صحراء جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة لاعتراض جبال سييرانيفادا للرياح الغربية.
ج- صحراء وسط استراليا، حيث تعمل المرتفعات الشرقية على اعتراض الرياح الجنوبية الشرقية.
3- التيارات البحرية الباردة
وهي تساعد على جفاف المناطق الساحلية، ويعزى ذلك إلى أن الرياح، التي تهب من البحار في تلك المناطق، تتميز بقدرتها على امتصاص بخار الماء، لأنها تبرد نتيجة مرورها فوق التيارات الباردة وتتجه صوب اليابس الأدفأ منها. ونادراً ما تسقط أمطاراً، إذ أن شدة الحرارة تعمل على تبخر ذرات الماء ولا تكون هناك فرصة لتكثيفه.
4- أثر الإنسان والحيوان
يمكن تعليل حدوث الجفاف بالرجوع إلى الإنسان، وذلك نتيجة لإزالته الغابات والنباتات الطبيعية، مما يؤدي إلى قلة النتح، وبالتالي قلة الرطوبة في الجو، وينجم عن ذلك ازدياد البخر لمياه المطر، إضافة إلى أن الغطاء النباتي يحمي التربة من الانجراف والتعرية من جهة، ومن جهة أخرى يؤدي الرعي الجائر إلى إزالة الغطاء النباتي وتعرية التربة وهذا ليس من صالح المجاهدين إذ أن هذة العناصر تؤدي إلى جعل
3.1K views18:47