Get Mystery Box with random crypto!

مسائل وردود قرآنية #مسألة ٤ : قال تعالى : ( ولله يسجد ما في ا | قناة الحوزة الناطقة

مسائل وردود قرآنية

#مسألة ٤ : قال تعالى : ( ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة ).
مامعنى السجود هنا ؟ وكيف أن كل المخلوقات عالمة بوجود إله لها، مع أن بعض الناس ليسوا بمؤمنين؟

#بسمه_تعالى : هناك عدة تفاسير للآية الكريمة التي تقول: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)، وانما ذكرتها لأوجه الترابط بينهما،وخصوصاً بعد أن نعلم بأن المفسرين قد قسموا السجود إلى قسمين:
#الأول: اختياري
#الثاني: إجباري
فالأول هو سجود المؤمنين والمنقادين والمطيعين لله جل جلاله ، وأما الثاني فهو سجود غيرهم من العاصين والمذنبين الذين يتكبرون عن السجود، وفي ذلك اختلف المفسرون أيضا، فقيل أن من جُبرَ على الإسلام فهو يسجد مجبراً ، كسجود المؤمنين مادة لا هيئة، وما ذهب به بعضهم إلى كون السجود هنا: هو سجود المفسدين والضالين والمتكبرين، وذلك حين سقوط ضلا لهم وباطلهم أيّاً كان، وهذا السقوط يشبه السجود بمعنى وآخر.
هذا ما ورد في بعض كتب التفسير ،ولعله يفي ويكفي جواباً على السؤال، إلاّ أنني سوف أضيف بعض الأمور ، من حيث إن السجود _وحسب فهمي _ له مصداقان:
#الأول: السجود المادي ، وهو سجود اختياري وسجود اجباري ،كسجود المُكره والغافل وحتى السجود الذي لا تنقاد به الجوارح.
#أما_السجود_الحقيقي: فهو سجود الجوارح وسجود النفس والعقل والروح، فهو بمعنى الانقياد والطاعة والولاء بل والحب والعشق، ألم تسمع بقوله تعالى:(وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) وهذا يذكرنا بقوله تعالى:(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)، فليس كل من في الارض والسماء يسجد له فقط،بل ويسبحون وإليه يرجعون.
#فإن_قيل: هذا حال المؤمنين والطائعين، وأما حال الكافرين والمشركين والملحدين وغيرهم يختلف تماماً فليسوا لله يسجدون.
#أقول: نستطيع عرض بعض الأطروحات المحتملة التي يتصور أن من ذكرت في الإشكال هم لله ساجدون ، ومن هذه الاطرحات:
#اولاً: أنهم يسجدون في عالم الذَّر، سواء كان سجودً مادياً أو حقيقياً،أعني به الإقرار بالعبودية،فكلٌ أقرّ بالعبودية، سواء الكافر منهم أم المؤمن،ولا يجدر بك أن تغفل بأن السجود هنا بمعنى الانقياد أوضح منه بمعناه المادي المتعارف.
#ثانياً: أنهم يسجدون سجوداً هم عنه غافلون، بمعنى انقيادهم الحقيقي إلى الله سبحانه وتعالى،وهم في كل ذلك غافلون،فليس من نفس إلا هي محتاجة لله سبحانه وتعالى في كل مكان وزمان،وفي كل الآنات صَغُرت أم كَبُرت طالت ام قصرت، فهم ساجدون لله بمعنى رجوعهم إليه في كل الأمور وهم عن ذلك غافلون،فهم مصداق لقوله تعالى:(يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ), وبمعنى آخر أو كأطروحة أخرى،يمكننا القول بأن جوارحهم ساجدة ومنقادة إلى الله سبحانه وتعالى،الا أن هناك موانع تمنعهم من السجود والانقياد والطاعة، أولها انغماسهم في الدنيا وابتعادهم عن الآخرة وعن الذكر وعن أمور أخرى هي تقربهم إلى الصلاح، فزاغوا فأزاغ الله قلوبهم وأبصارهم وجعلهم في ظُلمات لا يبصرون، فهم صمٌ بكمٌ عميٌ،بل كالأنعام، بل هم أضل سبيلاً.
#ثالثاً: هم يسجدون لله في حالات الاضطرار وقد لا يخفى على البعض أن هذه الصفة أو الغريزة ،اعني بها اللجوء إلى الله عز وجل في الشدائد يستدل بها البعض على اثبات وجود الله ،عموماً، فهم يسجدون لله إذا ضطروا إلى ذلك سواء قصدوا في ذلك التقرب إليه أم إلى غيره،كما في قوله تعالى:( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ).

#رابعاً: إنما سجودهم ليس في عالم الدنيا ،بل في عوالم أخر،ولا يمكن التعمق بهذه الآطروحة إلا من باب واحد ، ألا وهو سجودهم في يوم حسابهم وبعد مماتهم،سواء في عالم البرزخ أم فيما هو بعده، فخضوعهم للأوامر الإلهية في دخولهم لجهنم هو انقياد وطاعة أو قل نوع من انواعها، كما لا شك في ذلك ،الاّ أنه يصح القول: إن كل هذه الأطروحات بناءّ على تفسير السجود بمعنى