Get Mystery Box with random crypto!

كُنتُ مبغضاً للصدر: ـــــــــــــــــــــــــــــ بعد أربع سني | قناة الحوزة الناطقة

كُنتُ مبغضاً للصدر:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أربع سنين من وفاة أبيه رآه في الرؤيا، كان يرتدي ثياباً بيضاً في حديقة غناء توسطها نهرٌ تتدفق مياهه البيضاء كأنها اللبن، سأله: لقد رحلت منذ زمن بعيد فما الذي أخرك عنّي كل هذه الفترة يا أبي..؟! ألا تعلم أنني مشتاقٌ إليك..؟
الوالد: يا بُني كُنتُ في عذابٍ مُقيم، وكان أغلب سُكّان القبور من حولي على مثلي حالي، ولا أستطيع أن أصف لكَ آلامنا ومُعاناتنا مهما قُلت، فعذاب القبر شيءٌ فوق ما يحتمله الإنسان مهما كان صبره وطاقته، ومنذ أن وضعتموني في ملحودة قبري وإلى ليلة أمس ونحن على تلك الحال من العذابات والأهوال، لكن يوم أمس جاؤوا بسيد جليل القدر هو وولديه ودفنوهم في بقعة قريبة منّا، وعندما حلَّ الليل زاره أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى قبره ورحب به وجلسا سويّةً يتحادثان.
ثم رفع الإمام رأسه إلى ملكين كانا يقفان عند رأسه وقال لهما: أرفعوا العذاب عن جيران السيد من هُنا إلى هناك، ومن هُنا إلى هناك، وراح يُشير باتجاهات المكان الأربعة على مَدِّ البصر، فانطفأت النارُ عنّا وذهب العذاب واستُبدل بالنعيم كما ترى..!!
في الصباح عزم الشاب على زيارة قبر أبيه ليعرف مَن هو ذلك السيد الذي دُفن في بقعة مجاورة لقبر أبيه ليرفع الله العذاب عن القبور المجاورة إكراماً له، وعندما وصل كانت صدمته كبيرة فلم يكن ذلك السيد سوى المرجع الشهيد السيد محمد الصدر (قدّس سرّه).
الصدر الذي عاداه طيلة فترة وجوده على وجه الأرض..!!
الصدر الذي كان يتهجم عليه وينقل بحماس كل الدعايات المناوئة له, وهو يرى أن فعله هذا فيه لله رضاً ولمحمدٍ وآل محمد قُرباً.
عاد إلى البيت محزوناً وفي الطريق التقى بابن عمته الشيخ (...) فسأله: أراك حزيناً ما وراءك؟
فحدّثه الشاب بما رأى في منامه، وقال له: هل من المعقول أننا ظلما هذا السيد وآذيناه طلية تلك السنين..؟!
هل من المعقول أنني كنتُ مبغضاً للصدر..؟!
سألتُ الشيخ (...): وهل صلُح حال ابن خالك بعد تلك الرؤيا، فهي والله ليست رؤيا عادية إنما هي مكاشفة لو رآها عدوٍ من أعداء الله لآمن بها ولعاد إلى جادة الصواب.
الشيخ: نعم هو ترك التعرض له لفترة بسيطة فلما جاءت قوات الاحتلال وقاومها ابن الصدر عاد لعداوته وبغضه، وزاد على ذلك بأنّه صار يبغض السيد مقتدى لأنّه ابن السيد محمد الصدر..!!
قلتُ: صدق والله أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول: إن لنا محبين لو قطعناهم إربا إربا ما ازدادوا لنا إلا حبا، ولنا مبغضين لو ألعقنا لهم العسل ما ازدادوا لنا إلا بغضا...
الغريب ليس حال هذا الشاب الذي بقي على حقده وعدائه للصدر الشهيد وولده، بل بالشيخ الذي نقل لي هذه الحادثة، فهو كان ممن يقولون بإمامة السيد مقتدى وعصمته..!! أما الآن فهو من أشد الناس بغضاً وعداءاً له، فقد أصبح من الوبائيين..!!
#الشيخ_عبد_الجليل_النداوي ..