Get Mystery Box with random crypto!

بسمــــه تعــالـــى قال الله عز وجل: (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ ا | قناة الحوزة الناطقة

بسمــــه تعــالـــى

قال الله عز وجل: (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ).
اسمح لي عزيزي القارئ أن ألفت نظرك الى أمر مهم ورد في هذه الآية الكريمة.
حيث إننا نعلم أن الله بعث الأنبياء والرسل: مبشرين ومنذرين للناس أجمع، بيد أن هذه الآية الكريمة تعطي تخصيصاً للمنذرين، فقد خصصتها بمن ( اتبع الذكر ) و (خشي الرحمن) مع إننا نعلم أن إنذار الرسل للجميع. وهذه الآية( في حد ذاتها) قد تخالف ذلك الإطلاق.
ومن أجل ذلك، لا بد علينا أن نفهم الآية بطريقة جديدة - إن جاز التعبير - وبفهم أدق وأعمق.
ومن ضمن الأطروحات لفهم الآية: إنه ليس المراد بالمنذر هنا الأنبياء والرسل، وليس المقصود منه رسول الله صلى الله عليه وآله على الرغم من إنها جاءت في سياق (سورة يس).
ومن القرائن الدالة على أن الآية أعلاه لا يراد بها (ياسين) أي رسول الله صلى الله عليه وآله هي قوله تعالى في نفس السورة وفي آية كريمة سبقت الآية التي افتتحنا بها بحثنا هذا، وهي قوله تعالى:
( لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ) فالإنذار في هذه الآية مطلق لكل من لم ينذروا من قبل.. وهي تطابق عمل الرسول المتسالم عليه وهو إنذار الجميع. أما الآية التي افتتحنا بها البحث فالإنذار فيها خاص، لذا فلا يراد منها إنذار الرسول لمن لم ينذر آباءهم. بل هذه الآية عبارة عن مرحلة جديدة من الإنذار والتبشير: وهو: (إنذار الولاية) . بمعنى أن المنذر هنا هو وصي رسول الله: (علي أمير المؤمنين عليه السلام) .
فإن إنذاره سلام الله عليه خاص بمن دخل الاسلام، أي: (اتبع الذكر ) والذكر هنا هو رسول الله صلى الله عليه وآله والقرآن الكريم.
فعلي عليه السلام ينذر المسلمين الذين اتبعوا الذكر ويخشون الرحمن بالغيب، أي: ينذرهم بعاقبة المخالفين للولاية، ويبشر الموالين والمؤمنين بالولاية ب (مغفرة) و (أجر كريم).
وخصوصاً إذا التفتنا الى: إن علياً أمير المؤمنين هو وصي الرسول وعملهما قد يتشابه من ناحية الإنذار والتبشير ويختلف من ناحية كونه مطلقاً أو خاصاً.
ومع الإلتفات الى إنهما صلوات الله وسلامه عليهما (أبوا هذه الأمة ) ومن واجبات الوصي إكمال نهج الرسول ومنهجه.
ولنتذكر هنا قوله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي أنت تقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل.
فيكون معنى الآية: (يا علي إنك تنذر بعدي من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب وتبشره بالمغفرة والأجر الكريم).
ومن المهم أيضاً: أن نعي أن هذا الإنذار الخاص من علي أمير المؤمنين عليه السلام لمن اتبع الذكر وليس لمن صدّق بالذكر فقط، والاتباع يعني تطبيق ما ورد من أوامر ونواهي وهو درجة أعلى من التصديق، كما إنه لمن خشي الرحمن بالغيب أي اتقى الله تعالى في السر والعلن. فمع توفر هذين الشرطين يمكن أن ينذر منه عليه السلام لأنه قد يكون قابلاً ومنفعلاً مع الإنذار ومطبقاً له.
وكأني بالآية الكريمة تقول: إن من اتبع الذكر وخشي الرحمن سوف لن يتوانى عن الإلتحاق بالولاية. اللهم ثبتنا على ولايتهم بحقهم أجمعين .

مقتـــدى الصـــدر