Get Mystery Box with random crypto!

كفى بالموت واعظًا، لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع.   يَمُرُّ ع | اطمِئنان.

كفى بالموت واعظًا، لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع.
 
يَمُرُّ عمرو بن العاص - رضي الله عنه - بالمقبرة فيبكي ثم يرجع، فيتوضأ ثم يصلي ركعتين، فيقول أصحابه: لمَ فعلت ذلك؟ قال: تذكَّرتُ قول الله: ﴿ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ﴾ [سبأ: 54]،
وأنا أشتهي الصلاة قبل أن يُحَالَ بيني وبينها.
 
عمرو الذي حضرته الوفاة فبكى، فقال ابنه: يا أبتاه صف لنا الموت، قال يا بني: الموت أعظم من أن يوصف، لكأن على كتفي جبل رضوى، وكأن في جوفي شوكة عوسج، وكأن روحي تخرج من ثقب إبرة، وكأن السماء أطبقت على الأرض وأنا بينهما.
 
ثم حوَّل وجهه إلى الحائط ليبكي بكاءً مرًّا مريرًا، فيقول ابنه محسنًا ظنه: أنت من أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - أما فتحت مصر؟! أما جاهدتَ في سبيل الله؟! فيقول: يا بني، لقد عشتُ مراحل ثلاثًا، لقد كنت أحرص الناس على قتْل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - فيا ويلتاه لو مت في ذلك الوقت! ثم هداني الله فكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - أحب الناس إليّ، والله ما كنت أستطيع أملأ عينيّ من وجهه حياءً منه، والله لو سألتموني أن أصفه الآن ما استطعتُ، والله ما كنتُ أملأ عينيّ منه إجلالاً له، فيا ليتني مت في ذلك الوقت؛ لأنال دعاء النبي - صلَّ الله عليه وسلم -
 
يقول: ثم تخلَّفْتُ بعد رسول الله - صلَّ الله عليه وسلم - فلعبتْ بنا الدُّنيا ظهرًا لبطن، فما أدري أيُؤْمَر بي إلى الجنة أو إلى النار؟ لكن عندي كلمة أحاج لنفسي بها عند الله هي: لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، ثم قبض على لا إله إلا الله؛ ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾
[إبراهيم: 27].