﷽ مسلم... كان في صلاته... في وصال مع رب العباد... ولمّا قضا | خواطر الوالهين
﷽
مسلم... كان في صلاته... في وصال مع رب العباد... ولمّا قضاها... بدأت غربته في تلك البلاد... خرج من المسجد... كان الظلام يخيّم على الأزقة... يجول فيها وحيد اً غريباً... بلا دليل ولا معين... حتى أخذته الأقدار... إلى بيت طوعة... وقف قرب الدار... وبعد أن سقته... إستغربت وقوفه... ولمّا علمت أنه مسلم... في بيتها إستقبلته... وعند سماعه صهيل الخيل... خرج لهم بالسيف... ينهزم جيش العدى... بين يدي صولاته... وهو يذيقهم الردى... بلا خوف يدحر الفرسان... وبشجاعته أرهب الشجعان... كانت لمسلم صولات وصولات... ضاق بها القوم ذرعاً... إرتوى سيفه منهم... حتى أنهكه العطش والتعب... وكثرة الجراحات... وفي آخر صولاته... لمّا لم يتمكنوا منه... وخوفاً من شجاعته... لم يواجهوه وجهاً لوجه... إلا بالمكر والغدر... كمنوا له بحفرة... ولما أحاطوا به... قتلوه... رموه من شرفات القصر... ثم بالحبال جروا جسده... أَ مثل مسلم يجر بالحبال...؟
