أظن أننا نحب حين لا نجد إجابة منطقية للحب، حين تبلعنا نيران ال | الكاتب محمد طارق

أظن أننا نحب حين لا نجد إجابة منطقية للحب، حين تبلعنا نيران الغيرة بلا سبب، نشتاق ونتألم بلا سبب، نحزن؛ لحزن الشخص الآخر، نرتدي أجمل ملابسنا ونستعد بشغف وسعادة للقاء، وتضيق صدورنا ونشعر بحزن كبير وقت الرحيل..

تقع في الحب حين يكون هو أول شخص تتمنى أن يكون بجوارك في لحظات سعادتك، أول من يحتفل معك بإنجازاتك الصغيرة، أول من تشاركه أخبارك السعيدة، هو الشخص الوحيد الذي تنتظر وقع فرحتك عليه، تكون متأكدًا أن السعادة التي ستراها في عينيه ستزيد وتزين سعادتك، هو الشخص الوحيد الذي تبحث عنه وسط الزحام لتطمئن به، أول من يخطر ببالك حين تمر عليك أغنية رومانسية أو من تتمنى الذهاب معه إلى مكان تحلم بزيارته ، أول من تتمنى أن تشاهد معه فيلمك المفضل أو ربما قراءة روايتك المفضلة، نحن نشعر أننا وقعنا في الحب حين نتمنى أن يشاركنا الشخص الآخر لحظات الشغف، الجنون والأمل..

تقع في الحب حين يكون الأجمل والمفضل عندك هو المكان الذي يجمعكما، أجمل هي التي تجمعك به، النكات المضحكة ليست كذلك لأنه لا يسمعها معك، الأشياء الجميلة منقوصة وباهتة لمجرد غيابه عنها ، كل الألحان العذبة ليست بهذه العذوبة وهذا الجمال إلا حين تكتمل بنبرات صوته المختلفة، حين تكتشف أنه بطل كتاباتك السرية التي لا يقرأها أحد ورغما عنك تكتشف أنك دعوت الله أن يحفظه من كل سوء..

تكتشف أنك وقعت في الحب حين يغزو قلبك الاشتياق وفي أخبارك ومواقفك التعيسة لا تحتاج إلا لوجوده، تلجأ إليه وأنت على يقين أنه لن يردك مكسور الخاطر محطم الآمال، حين يضيق بك العالم فتذهب إليه دون أن تكترث اللحظات.