Get Mystery Box with random crypto!

قرار انتحار الفصيل العسكري يبدأ من إضاعته لهويته وهدفه، حيث يت | المدون معتز ناصر ( جاد الحق ) Motaz Nasser

قرار انتحار الفصيل العسكري يبدأ من إضاعته لهويته وهدفه، حيث يتحول من كيان عسكري حيوي مرن، غايته تنظيم المقاتلين لكسب المعركة، إلى منظمة خدمية تهدف لكسب رضا المستفيدين، أو مؤسسة مكتبية جامدة تظن نفسها تقدم نموذجا إداريا مميزا!!!

شعبية الفصيل العسكري ونجاحه تكون بكسب المعارك والانتصارات، أما توزيع الإغاثة، وإصلاح الطرقات فهي مهام المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.

المبالغة بالإدارة للفصيل العسكري، تحرمه المرونة والعنفوان والاندفاع، وتذهب بأس المقاتلين العقائديين فيه، وتحولهم لموظفين يعملون للراتب، والإدارة نفسها ليست الغاية، بل هي وسيلة يستخدمها الإنسان بقدر ما يحتاجه لإنجاحه في مهمته وتخصصه، وهي تختلف من شكل لآخر، فإدارة الفصائل العسكرية الثورية التي تعتمد تكتيكات العصابات، أو الحروب الهجينة، تختلف عن الجيوش النظامية، وتختلف عن المؤسسات الخدمية.

لو تمعنا في تجربة حركة أحرار الشام كمثال على ما سبق لوجدنا أن من أهم أسباب سقوطها وتراجعها هو صرفها قسم كبير من الجهد والمال والوقت في لعب دور منظمات خدمية بذريعة كسب الحاضنة، مع أن تقييم الحاضنة للفصيل يكون بانتصاراته العسكرية وثباته وليس بتزفيت الطرقات وإصلاح شبكات المياه والكهرباء.

أيضا المبالغة بموضوع الإدارة والتراتبيات والهيكليات جعل مفاصل الحركة تتكلس، وتفقد مرونتها، حتى كان تضخمها هو ترهل وورم غير حميد أنهاها أمام خصومها.

نجاح الفصيل العسكري يكون بابتعاده التام عن الحياة المدنية، وترك تنظيمها للمختصين ولمنظمات المجتمع المدني، وبوعيه لحجمه وقدراته فهو ليس دولة، وليس الأمم المتحدة، وتقييم الناس له ولشعبيته يكون بمقدار ما يحرزه من انتصارات.

https://t.me/motaznasser