Get Mystery Box with random crypto!

شركاء المجرمين غالبا أتفهم دوافع من يقوم بالجريمة سواء قتل | المدون معتز ناصر ( جاد الحق ) Motaz Nasser

شركاء المجرمين

غالبا أتفهم دوافع من يقوم بالجريمة سواء قتل أو سرقة أو خيانة، إلا أني أجد صعوبة بالغة في فهم دوافع من لا يرتكب الجريمة، لكنه يدافع عمن ارتكبها

ما الذي يدفع شخصا لمشاركة مجرم في جريمته عبر ترقيعها له، أو التفاني في إظهار جانبه المشرق الذي نعاني صعوبة في الوصول إليه

أظن أن الأمر مرده أن الاثنين ( المجرم والمرقع له ) يشتركان في فساد الجوهر، لكن المجرم امتلك من الشجاعة _ إن صح الوصف _ والظروف المساعدة، ما جعله يخرج ما بداخله للخارج، أو أن المرقع يستفيد من فساد المجرم ماديا بشكل أو بآخر، أو هو الغباء سيد دوافع التصرفات البشرية...

المقدمة الفلسفية السابقة أظنها ضرورية لفهم كيف أن أناسا يفترض أنهم ضد الظلم والطغيان، وفي نصرة الحق والمظلومين، ينساقون جماعات ووحدان، للتصفيق والإشادة بزعيم عصابة جمع مالا من السطو والسرقات والخطف والبغي، ثم أنفق بعضه رياء وسمعة، في إغاثة فقراء، ومساعدة محتاجين، بعد تصويرهم بشكل مهين، يتناسب مع تفاهة المنفق وخسته!!!

أين شركاء اللص بالإثم والخزي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ أنه قال:
"إنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا }، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ }"
ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء.يقول: يا رب، يا رب.
ومطعمه حرام، وملبسه حرام، ومشربه حرام، وغُذٌي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك؟!

الآن يقفز فهيم زمانه ليردد الأسطوانة المشروخة نفسها ( ما دليلك أن فلان مفسد؟! ) ( كيف تقول أنه لص ومجرم دون دليل؟! ) وكأن أهل الأرض والسماء لا يعرفون فلان الذي كان يعيش على الصدقات والديون، واليوم امتلك بصدقه ونزاهته وعفة يده ملايين الدولارات!!!

لكن حتى لا نجانب المنطق كثيرا فالأمر فعلا فيه وجهة نظر...
إذ كيف لنا أن نمتلك دليلا على فساد المفسد وحوله أطواق حماية من المفسدين أمثاله؟!
فمن ولاه مفسد، ومن يفترض أن يردعه مفسد، ومن يفترض أن يقاضيه ويحاكمه مفسد، ومن يفترض أن يلاحق جرائمه ويفضحها مفسد، ومن يقع عليهم الفساد، البعض منهم شركاء له في فساده، كالسلاسل المحكمة، والمسننات المتراكبة المتداخلة، التي تصنع جميعها منظومة فساد متكاملة، معزولة عن البيئة النظيفة الخارجية...


والعجيب أن بعضا ممن يحسبون على الوعي أو الدين يوقعون أنفسهم بهذا الفخ، فمجرد أن يتذوق أحدهم حلاوة المال الحرام، ولذة المنصب الموهوم والأمر والنهي، يذوب بشخصية المفسد الأكبر منه، ويتبرع من تلقاء نفسه لترقيع أخطائه، لأنه يرى شخص المفسد وتصرفاته وسمعته انعكاسات له، وكل إنسان من الطبيعي أن يحاول إظهار نفسه بأفضل صورة ممكنة، ولذلك ما إن تتكلم عن جرائم فلان، حتى يقوم شريكه المرقع بتعداد فضائله، وسرد محاسنه، ورواية أخبار جوده وكرمه، كحال من يرى صلاة بشار الأسد العيد في المسجد دليل على صحة إيمانه وحسن طويته، أو ما يعطيه من منح وزيادة رواتب هو من مال أبيه وأمه وليس من مال الشعب الذي نهبه ...

إن كف الأذى من خير الصدقات، وسلامة اليد واللسان والبطن من دماء الناس وأعراضهم وأموالهم من أعظم القربات، وحقوق الله مردها لعفوه إن شاء، لكن حقوق الناس لا مفك عن وبيل حسابها، حتى إن وجدت الحسنات الطيبات، فما بالك بالحسنات الخبيثات، وفوقها الرياء والمن والأذى

وما أبلغ الشعر المنسوب لعلي رضي الله عنه:

سَمِعْتُكَ تَبْنِي مَسْجِدا مِنْ خِيَانَة ٍ
وأنتَ بحمدِ اللهِ غيرَ موفّقِ

كمطعمةِ الأيتامِ من كدِّ فرجها
لَكِ الوَيْلُ، لا تَزْنِي، ولا تَتَصَدَّقي

https://t.me/motaznasser