Get Mystery Box with random crypto!

تفوق الثورة السورية العسكري ليست الانتصارات السريعة الحاسمة | المدون معتز ناصر ( جاد الحق ) Motaz Nasser

تفوق الثورة السورية العسكري

ليست الانتصارات السريعة الحاسمة وحدها معيارا لتميز القوى العسكرية، بل في وقتنا الحاضر، وبظل الفجوات الكبيرة عددا، وتسليحا، وإمدادا، وقدرات، بين الجيوش النظامية التابعة للأنظمة الحاكمة، وبين حركات التحرير والثورات التي تواجهها، فإن مجرد استمرار حركات التحرير والثورات المسلحة فترة طويلة في الميدان مقابل جيش نظامي تواجهه، مع فارق القوى بين الطرفين، يعد ذلك بحد ذاته إنجازا عسكريا يحسب لطرف حركة التحرير أو الثورة.

في الحال السورية نجد قوى عسكرية مشتتة، بدائية التسليح، غير متبناة بشكل كامل من دول، تواجه نظاما عسكريا أمنيا طائفيا، مدعوما من أقوى دولة إقليميا ( #إيران )، وثاني أقوى دولة عالميا ( #روسيا قبل إذلالها في #أوكرانيا )، ورغم كل التحديات، وبعد أكثر من عشر سنوات من الصراع العسكري المرير، لازالت #الثورة_مستمرة ولو بأسوأ الأوضاع، ودون المطلوب بكثير، لكن حقيقة مجرد استمرارنا لهذا اليوم، مع انعدام مجال مقارنة القوى عسكريا، لهو إنجاز يستحق الوقوف عنده ودراسته.

مما أود لفت نظر القارئ له بما يخص الثورة عسكريا، ثلاثة أمور مهمة جدا برأيي:

لم تمارس الثورة أبدا أي تجنيد إجباري ،ولا بأي شكل، ولم تعانِ نقصا في عدد المقاتلين، علما أن الثورة لازالت في طور الشعبية، ولا يوجد لها منظومة فكرية تعبوية تحشّد الأنصار عليها، على عكس النظام السوري الطائفي، الذي أكثر من ثلاثة أرباع قواته العسكرية مجندة قسريا لقتل الشعب.

كان حمل السلاح بالنسبة للمقاتل الصادق طول فترة الثورة مغرما أكثر منه مغنما ، فهو الأقل مردودا ماديا، والأكثر خطورة، مع عدم وجود نظام ثابت للتعويضات أو الرعاية للمقاتل أو أسرته حال لا سمح الله أصيب أو استشهد، إضافة أن حمل السلاح بالثورة على شرفه، كان أكثر ما تعرض للشيطنة والتشويه، بل وللملاحقة قضائيا من دول الخارج، أكثر مما يحصل للشبيح المتورط يقينا بانتهاكات ضد الإنسانية، وجرائم حرب.

السياق العام لمعارك الثورة السورية ضد أعدائها هو مجموعة شباب فدائيين يتسللون لمواقع العدو المحصنة، دون أن يعرفوا ما ينتظرهم، ويباغتوا قواته، أو استشهادي باع روحه لله يفجر نفسه بتحصينات العدو، لتتبعه زمرة استشهاديين آخرين تلقيهم عربة مدرعة عند الخط الدفاعي الأول وتعود، لينغمسوا بالعدو من مسافة صفر، على أمل أن يحرروا موطئ قدم، يكون ارتكازا للقوات التي خلفهم
وإذا لم تكن هذه الشجاعة فبالله خبروني ما هي
وأكرر أن هذا الشكل من الحرب هو الحالة العامة الغالبة في معارك الثورة ضد النظام وحلفائه...

تستحضرني هذه الصور التي كتبتها وأنا أتابع كغيري مشاهد الحرب الأوكرانية...
أفرح لخسائر روسيا، وأسرّ لانتصارات الأوكران، وأحترم تضحيات وشجاعة شعبهم ومقاتليهم، وأقارن بألم ما قُدّم لأوكرانيا من مساعدات وتسهيلات، وما قُدّم لنا، ولله الأمر من قبل ومن بعد....

معتز ناصر ( جاد الحق )

https://t.me/motaznasser