Get Mystery Box with random crypto!

#التنويم_البشري لا التنمية البشرية احتكاكي المباشر الأول مع ا | المدون معتز ناصر ( جاد الحق ) Motaz Nasser

#التنويم_البشري لا التنمية البشرية

احتكاكي المباشر الأول مع التنمية البشرية كان في #جامعة_حلب إبان الثورة، فبعد أن انتزعت الجامعة لقب #جامعة_الثورة بامتياز، حتى أن المخابرات العسكرية حسب ما وردنا وقتها كانت ستنشئ فرع استخباراتي خاص باسم #الأمن_الجامعي، لكن ما جعلها تحجم عن ذلك هو مشورة أحد البعثيين المخضرمين، والذي اقترح وقتها على اللجنة الأمنية في حلب مقترحا يفيد أن الحل الأمني فقط في تفكيك كتلة الثورة من شباب الجامعة لن يفيد، والأفضل إلهاء الشباب فيما يشبع أحلامهم من رغبة بالتغيير، وينسيهم واقعهم الكئيب، وكل ذلك يضمن تفريغ طاقتهم بلطف وهدوء، دون توجيهها في التظاهر والاشتباك مع الأمن، وأفضل ما يحقق ذلك هو ما يسمى #التنمية_البشرية.

فوجئنا وقتها أواخر عام 2012 بإعلانات عن محاضرة لشخص ما لن أذكر اسمه، ذات اسم براق يدور حول تحصيل علامات عالية في الامتحانات!!!
لم يثر فيني الأمر وقتها أي حماس، لأني أعرف أن أي نصائح امتحانية لا تحوي أسئلة الامتحان التي ستأتيني لن تفيدني بأي شيء، خاصة أن أسلوب النصب القائم على الحركات المسرحية، والاستعراض، وحشر ألفاظ توحي بالعلمية والعمق، مع ذكر اقتباسات غبية وسطحية بغية الإبهار، كل ذلك لا يستهويني أبدا، بل إن أي أداء عاطفي سواء في خطبة جمعة، أو درس ديني، أو محاضرة، ينفرني جدا من صاحبه، ويورثني شعور بضحالة ثقافته وعلمه لذلك يلجأ للعاطفة وحركات التمثيل ( رغم أهميتهما ) لتغطية نقصه.

بعد تلك المحاضرة المستعصية على أي تصنيف، والمفتقرة لأي مصدر علمي تستند عليه، تكاثرت دعوات المحاضرات والتدريبات في الجامعة، أذكر أننا وقتها كنا نعيش فترة المظاهرات والاعتصامات وتوزيع المناشير، في وقت كان الطلاب وعناصر حفظ النظام مع عناصر المخابرات جنبا إلى جنب في الكليات!!!

بعد وقت أضحت لمسة التخدير والتخذيل عن التغيير واضحة في صفوف الطلاب، خاصة مع وجود قبضة أمنية محكمة، وظهور مناطق محررة يستطيع الثائر فيها تفريغ شحناته الثورية، ثم العودة لجامعته، وبات الخطاب الحالم غير المنطقي هو سيد نقاشات الطلاب، بعد تنحي الخطاب الثوري المطالب بالتغيير، وبدأت عندهم بوادر الرغبة في السفر خارج سوريا والهجرة لأوروبا استكمالا للدراسة، أو العمل ( بناء نجاحات شخصية )، على حساب ترك البلد لمواجهة مصيره....

ولأن التنمية البشرية فيها حل لكل المشاكل، فمشكلة سوريا "فينا نحنا وبطريقة تفكيرنا" والحل "نغير طريقة تفكيرنا ونتعلم نحب بعض أكتر" هذا الكلام صار الخطاب المسيطر بين نسبة كبيرة من طلاب الجامعة في وقت مجازر #نهر_الشهداء و #حي_التضامن وأمثالها !!!

ثم بعد ذلك لم يلبث النظام أن فكك الحالة الثورية من جامعة حلب، وأحياءها المحتلة، ورحّل بقايا الثورة فيها إلى القسم المحرر، بعد أن شوش حالة الوعي السياسي والقيمي الذي ولدته الثورة، ونجح في صرف نقمة الشباب منه إلى جلد ذاتهم، ولوم أنفسهم، وأكسبهم لوثات تفكير حالم غوغائي غير عقلاني، مستحيل أن يخرج شخصيات أو كتل مؤثرة مجتمعيا، إلا بما يرضي تدجين الحكومات القمعية.

أنصح بمتابعة هذه الحلقة القيمة عت حقيقة ما يسمى #التنمية_البشرية