رسالة إلى شعبنا الحر منذ انطلاق ثورتنا المباركة عام 2011 في و | المدون معتز ناصر ( جاد الحق ) Motaz Nasser
رسالة إلى شعبنا الحر
منذ انطلاق ثورتنا المباركة عام 2011 في وجه عصابة بشار، قدمت هذه الثورة تضحيات عظيمة لكي ينال الشعب السوري حريته وكرامته، وكان من شعاراتها الأولى: "يا الله ما لنا غيرك يا الله"، فكان هذا الشعار الواضح دليلاً صريحاً على وعي الشعب السوري وإدراكه المبكر لحقيقة أن المجتمع الدولي كله -بشرقه وغربه- قد يتخلى عنه وأنه لا ناصرَ له إلا الله وحده.
ثم جاء التدخل التركي في سورية، ورحب به الناس أملاً في مساعدة تركيا ودعمها لثورتنا لكي تحقق هدفها المنشود. وكان السوريون في تحالفهم مع تركيا مقبلين مخلصين، وكانت تركيا الداعم الأكبر لهذه الثورة، جزاها الله خيرا، إلا أنَّ الشعب الثائر بدأت ثقته تهتز بهذا الحليف أخيراً بسبب الأحوال السيئة التي آل إليها الشمال المحرر تحت رعايتها وإدراتها، ثم بسبب ما سمعوه أخيراً من تصريحات صادمة لبعض السياسيين الأتراك.
إزاء ذلك كله ورغبة منا في استدراك الوضع، ونصحا في الدين، نبين ما يأتي:
أولا: إن التحالف مع تركيا خيار إستراتيجي للثورة السورية ما لم يتناقض مع مبادئ الثورة وأهدافها العليا.
ثانياً: إن من أهم شروط استمرار التحالف أن تكون إدارة المنطقة المحررة تحت أياد سورية نظيفة ينتخبها الناس بناء على النزاهة والكفاءة والخبرة وليس بناء على التبعية والولاء.
ثالثاً: إن أي تقارب تركي مع نظام الأسد سيعرض التحالف المذكور للخطر وسوف يؤدي إلى خسارة تركيا لحاضنتها ومحبيها في الشمال السوري المحرر، لاسمح الله، فالمصالحة مع الأسد خط أحمر لا يمكن أن ترضى عنه الثورة بأي حال.
رابعاً: إننا ندعو قيادة الدولة التركية إلى الاستماع لصوت الشعب السوري الحر الصادق وعدم الاكتفاء بالأصوات الانبطاحية التي تم صنعها لتكون أدوات تصادر رغبات الناس، والتي تخون الأمانة وتسلك سبيل الكذب باسم الثورة للحصول على ميزات شخصية ومكاسب خاصة.
وأخيراً: إن مناصحة تركيا عين الوفاء معها، ولا تعني عداءها، وإن التحالف مع أشقائنا الأتراك لا يستلزم العبودية، فإن الثورات تبنى على الكرامة والعزة وروح الاستقلال.
وإن ثورة المليون شهيد لن تقبل أن تبيع دماء شهدائها الأبرار، ولن ترضى بأي صيغة ترسخ شرعية النظام المجرم وتنسف طموحات شعبنا الأبي الذي لن يرضى بأقل من كرامة موفورة وحرية حقيقية.
حملة ارم معهم بسهم
https://t.me/Arrow112233
