Get Mystery Box with random crypto!

فجاء هو وجماعته بالحطب الجزل ووضعوه على باب الدار وأضرموه بالن | مجالس ومراثي

فجاء هو وجماعته بالحطب الجزل ووضعوه على باب الدار وأضرموه بالنار فلما أخذت النار ما في الدهليز تصايحت العلويات داخل الدار وارتفعت أصواتهن فخرج الإمام الصادق عليه السلام وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان وجعل يخمد النار ويطفئ الحريق وهو يقول أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى أنا ابن فاطمة الزهراء حتى أخمد النار فلما كان الغد دخل عليه بعض شيعته يسلونه فوجدوه حزينا باكيا فقالوا ممن هذا التأثر والبكاء أمن جرأة القوم عليكم أهل البيت وليس منهم بأول مرة فقال الإمام اعلموا انه لما أخذت النار ما في الدهليز نظرت إلى نسائي وبناتي يتراكضن في الدار من حجرة إلى حجرة ومن مكان إلى مكان هذا وأنا معهن فتذكرت روعة عيال جدي الحسين عليه السلام يوم عاشوراء لمّا هجم القوم عليهن والمنادي ينادي أحرقوا بيوت الظالمين ولسان الحال يقول
لصحاب أجوه اورادوا يعظمون أجره
قالوا له ما هو جديد إذا الطاغي تجره

حرقوا قبل هاليوم دار أمك الزهرة

اصبر مثل ما صبر قبلك علي الكرار

قال ادري قبلي عالزچيه حرقوا الباب

وادري مصاب الزهرة أعظم من هالمصاب
لكن يظل منظر أبد عن عيني ما غاب
ميصير أبد بعده ولا قبله جرى وصار

هاجت عليه احزاني لمن شافت العين
من حجرة لحجرة غدت تجري النساوين
ذكرني هالحال ابفرار أطفال الحسين

لمن خيامه توجرت واشتعلت النار

كلما أشوفن نار ترجع بيه الأيام

وانظر اقبالي تراكضت بالدهشة ليتام

لاوين تنطي وجوها الما ظل لها خيام

والعسكر عليها هجم من كل الأقطار



وهكذا بقي المنصور يرسل خلف الإمام جعفر بن محمد عليه السلام وفي كل مرة يريد قتله ولكن لم يتمكن من قتله بنفسه لذا بعث سما قاتلا إلى والي المدينة محمد بن سليمان وأمره أن يعطيه السم بواسطة العنب فأخذ عنبا ووضعه في السم حتى صار مسموما فقدمه للإمام. وتجرع الإمام عليه السلام السم بذلك العنب المسموم ومرض مرضا شديدا ووقع في فراشه قيل: فدخل عليه أحد أصحابه فلما رأى الإمام مسجى على فراش الموت وقد ذبل فبكى فقال عليه السلام لأي شيء تبكي فقال ألا أبكي وأنا أراك على هذه الحالة فقال لا تفعل فإن المؤمن يعرض عليه كل خير إن قطعت أعضاؤه كان خيرا له وإن ملك ما بين المشرق والمغرب كان خيرا له.
وفي جنات الخلود: سقي السم مرارا عديدة وفي آخر مرة سقي سما نقيعا في عنب ورمان فمرض مرضا شديدا وعارضه وجع شديد في بطنه وأحشائه وأمعائه وأصبح يتلوى من حرارة السم

جعفر الصادق كنز العلوم

ويلي عليه اليوم مسموم

وابنه يصيح بقلب مالوم

يا والدي بتروح مظلوم

أدري يبويه بحر السموم

چبدك تقطع صاير ادموم

مسموم يا روح الشريعة

وبعدك ترى ضاعت الشيعه

يمك أجت تبچي الوديعة

ابسم العدى چبدك نجيعه

ابسم العدى چبدك تفطر

موسى بچى وقلبه تحسر

بتروح وآنا ابقى محير

والعدو من بعدك تجسر

وبسجن أقضي العمر واصبر

ريتك يبويه الحالي تنظر

مسموم يالكلك محنة

توصي على الشيعة بونة

وكلها أجت تبچي ابحنة

أنت الولي والحامي النا

بتروح وتشتت شملنا

بنضيع بعدك يا أملنا


قال عمرو بن زيد: دخلت عليه أعوده فرأيته متكئا وقد أدار وجهه إلى الحائط والباب وراء ظهره فلما دخلت عليه قال وجهني إلى القبلة فوجهته وأردت أن أسأله عن الإمام بعده وعن الحجة فقال لا أجيب الآن وستعلمن نبأه بعد حين وكان عليه السلام وهو على فراش الموت يقول اعطوا لفلان كذا من المال ولفلان كذا حتى قسّم ما عنده من مال بين أقربائه وفقراء المسلمين وكان يعيل جملة من فقراء المدينة ثم قال اجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة فلم نترك أحدا إلا جمعناه فنظر إليهم ثم قال إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بصلاته.
وكأني به جعل يجدد وصاياه ولسان الحال يقول
جعفر الصادق دار عينه وزاد الونين

يودع الكاظم والدمع دم تهمل العين

ابمنديل أبو الضامن ينشف دمع عينه
ضل ينتحب وتصيح من حوله بنينه

نادى ينور الله وسراجه وعز دينه

فقدك يبويه نكّس اعلام المسلمين

صد أبو الكاظم ينظر اوليده ويصبره
يقله تسلى بما جرى لمي الزهرة

ذاك المصاب اللي ليوم الدين جمرة

من نهب حقها والجنين وكسر ضلعين

أنت يبعد الروح والله مصابك اعظم
سمك الطاغي في سجن ضيق واظلم

وما واحد من اهلك بحالك بعد يعلم
في وسط طامورة تموت ومالك معين


كأني بالإمام استقبل القبلة وقد سكن أنينه وعرق جبينه ومدد يديه وأسبل رجليه
قومي يزهرة الولد حضريه

فوق الفراش اومدد ايديه

يوصي على اوليده اويسليه

اويذكر الجده حسين اوينعيه

جدي الذي محد حضر ليه

وأولاده مذبوحة حواليه

ومحد أجا بالماي يسقيه

يا ليتني بالروح أفديه


وهو يتلو سور القرآن وتشهد الشهادتين وقضى نحبه ولقي ربه وخفى صوته وارتفع الحنين في داره والكل ينادي وا إماماه وا سيداه، وا جعفراه
غمّض عيونه وقطع ونه وفاضت الروح