وعد الشّيطان أتباعه بالفوز والنّجاة، وحذّرهم اللّه منه، فعصوا الرّحمن، واتّبعوا الشّيطان، ولمّا جاء يوم الفصل أنكرهم، وتبرأ منهم، وقال: إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ.
و (وعد عبيد اللّه بن زياد عمر بن سعد ولاية الرّي) إذا قاتل الحسين، وكان يتطلّع إليها، ويطمع فيها، فقبل وقاد الجيوش، وحذّره سيّد الشّهداء من العاقبة، وقال له: يا ابن سعد أتقاتلني؟! أما تتقي اللّه الّذي إليه معادك؟ أتقاتلني وأنا ابن من علمت؟ ألا تكون معي، وتدع هؤلاء؛ فإنّه أقرب إلى اللّه تعالى؟!
ولمّا آيس منه الحسين قال له: «مالك؟ ذبحك اللّه على فراشك عاجلا، ولا غفر لك يوم الحشر، فواللّه إنّي لأرجو ألّا تأكل من برّ العراق إلّا يسيرا».
فقال ابن سعد مستهزءا: في الشّعير كفاية.
وأخلف ابن زياد بوعده لابن سعد، كما أخلف الشّيطان مع أتباعه، وصدق الحسين، فلم تمض الأيّام حتّى قتل عمر وابنه حفص على يد المختار.