2022-08-30 09:02:03
كنت أقرأ خبراً عن وفاة مغنٍّ مسكين..
شابٌّ في ثلاثينياته وكامل صحته الجسدية مات في حادث سيّارةٍ مروّع أُرفِقَت صوره بالخبر..
ومما ذكر في الخبر أنه كان على طريق سفرٍ بعدما أحيا حفله الغنائي، وقد أرفقت أيضاً مقاطع من الحفل..
وبين هذا وذاك لا يملك المرء إلا أن يتحسّر على العباد..
صخبٌ وفتيانٌ وفتياتٌ ورقص وبذاءةٌ وإضاءة خافتة وازدحام للمجاهرة بالمعاصي وبيع الفتن ودعوة للناس للفجور وتزيينه لهم..
ومن ثم تحوّل قائدها في ساعاتٍ لجسدٍ ميتٍ يحتاج المسعفون جهداً لإخراجه من السيّارة المهشمة..
ترى ماذا كانت آخر كلمات الشاب؟ ما آخر فكرةٍ مرت في خاطره؟ هل تخيّل أن منيّته ستتلو حفله الذي ربّما ربح منه بعض المال وزرع فيه كثيراً من الآثام الجاريات؟ ترى هل كان ينوي أن يتوب بعد عدّة سنوات؟ أتراه كان يشعر بالذنب لكثرة ما يجري من فجورٍ وفسوق في حفلاته؟ أتراه كان يفكّر بالمال الحرام الذي كان يتقاضاه؟ أم تراه كان في سكرةٍ من كلّ هذا لا يفكّر إلا بالحفل القادم وكيفية تحصيل المزيد من الربح منه؟
وهناك مع نهاية الخير كم أشفقت عليه إذ قالوا: “يذكر أن الفنان.. في رصيده عددٌ من الأغنيات..”
هذا ما يذكر.. مرّ على الدنيا وذهب.. وهذا هو الذي يذكر..
فالموت أقرب إلينا مما نتخيل..
لا ينتظر أن يتغير لون الشعر للرمادي ولا أن نجاوز سناً معينة، ولا يحتاج الدخول عبر مرضٍ ولا حادثٍ ولا غيره..
هو مقدّرٌ ومكتوب في اليوم الذي اختار الله وفي الأسلوب والمكان الذي كتب..
لا نعرف على أي عملٍ ستكون الخاتمة، ولا نعرف على أي حال.. لكننا عليها سنبعث وهي خاتمة الاختبار وبداية الحساب والجزاء..
نسأل الله ألا يتوفانا إلا وهو راضٍ عنا، وأن يعفو عنا ويغفر لنا ويرحمنا ويجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاه..
29 views06:02