2022-04-03 03:11:23
مقال اليوم الأحد 3 أبريل في صحيفة المسيرة
شهر الله الكريم فرصة لاتعوض للتغير في كل جوانب حياتنا .
بقلم /نبيل بن جبل
{ يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
رمضان كلمة من خمسة أحرف اتسعت حروفها لتستوعب "القرآن والصيام والجهاد والإحسان والصبر" وتبعث منها في أفئدة المؤمنين وأرواحهم مشاعر حية تنبض مع نبض قلوبهم ، وتخفق مع خفقانها ، وتنقلهم من عالمهم الحسي الراكد إلى عالم قلوبهم وأرواحهم الممدود فوق الكون .. الحياة .. والأحياء لتتصل بخالقهم العظيم فيه أيام صفاء تهلل سكينة وروحانية ورحمة بعد غياب دام ل11شهرا يهل علينا الضيف الكريم ويجب أن نكرمه ونعطيه حقه ونلتزم بأداء واجباته ولنجعل منه سببا للعودة الصادقة إلى الله ( سبحانه وتعالى) لكي نحضى برضوان الله ونفوز بجنته التي هي دار القرار ، ويجب أن نستفيد من لآلئه بهدى الله والثقافة القرآنية و نغتنم هديته وفرصته ونقتبس من هديه ونتلقى خيره إنما هو ساعات قلائل ماضية فلا نضيعها فنندم حيث لا يفع الندم ولا تغني الحسرات فالساعة منه في طاعة ومعروف بدهر كامل مما في سواه ، والنفس الواحد الممزوج بالإخلاص لله في رحابه تعدل أزمانا طويلة من أيام الدهر التي يتقلب فيها العباد بين التيه والغفلة ويموجون فيها بين الزيغ والضلال وما أيسر الفوز بفردس الجنان إذا اهتمينا به لنبني أنفسنا على أساس صحيح فإنه ضيف من عند الله يهل علينا في كل عام مرة لنتزود منه بهدى الله ونشتد به بتأييد الله ليوفقنا في الدنيا والآخرة فلنغتنمه بالاهتمام بالبرنامج الرمضاني وحسن الإستماع لمحاضرات السيد القائد والاستفادة منها وفي طاعة الله نربح بالنصر والتمكين والخير والصلاح والفلاح ولانضيع ساعاته فنخسره أيضاً يجب علينا استشعار الخوف الدائم من الوقوع في سخط الله استشعار رقابة الله باستمرار والحذر من التقصير ، وما أحوجنا نحن المسلمين إلى تقييم أنفسنا ، ومراجعتها في هذا الشهر الكريم لكي نعرف مستوى تفاعلنا مع هدى الله ، وفي شهر رمضان المبارك بالذات مع سماع المحاضرات التي يلقيها : السيد القائد باستمرار ، والبرنامج الرمضاني ومع قرٱة القرآن وتدبر ٱياته والتفرغ لعبادة الله فيه يمكن للواحد ان يعوض ما فاته من التقصير ، ويبدأ مرحلة جديدة من العودة والانابة والتوبة والرجوع الى الله بصدق وعمل وجد ، عندما نعود إلى كتاب الله ونستشعر التقصير في جنب الله ونعمل مخلصين له الدين نخاف منه ، من جبروته ، من عذابه ، من ناره ، نخاف من يوم الحساب والعقاب يوم لا ينفع المعذرة والندم و الأسف ، عندما نستشعر رقابة الله (سبحانه وتعالى ) المباشرة علينا : " يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور " ، " والله عليم بذات الصدور" ..
عندما نستشعر أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد وأن سمعنا وأبصارنا وجلودنا وجميع حواسنا ستشهد علينا يوم القيامة
حينها ستستكمل أنفسنا فضائلها ، وتكتسي أرواحنا بطهر الدين ، وتتألق عقولنا بثقافة ونور القرآن ، و يسطع القلب بنور الهدى ويخشع لله ، ويتقرب منه ، وحينها يتحول الإنسان إلى قيمة من الجمال ويكون مؤديا للغاية التي خُلق من أجلها وهي خلافة الله في أرضه ونصرة دينه ومواجهة أعدائه ، و نصبح بمبادئ وأخلاق وقيم القرآن سرا من أسرار الفضيلة ، ونغدو ذا قيمة في معالم الخير نجاهد في سبيل الله ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، ونستكمل عزتنا وكرامتنا ، و سيسود الحق إذا عدنا لكتاب الله لأننا أدينا الأمانة على أكمل وجه ؛ فإذا تحركنا تحركت معنا نسائم الخير والصلاح والفلاح والعدل والحق كأننا آية بديعة من آيات الله في صفحة كونه العظيم ؛ وما تجرعت الأمة الصاب علقما و احتست السم زعافا والإذلال والقهر والاستبداد من أعدائها إلّا بسبب الغفلة والتفريط والتقصير بهذه المبادئ المهمة ، فهل يستغرب ما وقع لها من خسران وتراجع وإذلال وما أحاط بها من دمار وما لحق بها خزي وعار والله يقول فيها :
"كنتم خير أمة أخرجت للناس"؟
الواقع يشهد أن عدل الله سار بحكمة مطلقة في كونه العظيم ، وأن كل ما وقع لها من مآس وحروب وقهر حق وجب عليها أن تراه ، وحقيقة حري بها أن تفهمها ، فهي خيرية مشروطة بما بعدها مكفولة من الله إن هي حفظت عهدها: "تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، وتخافون منه ومن تقصيركم تجاهه .رمضان فرصة كبيرة للتغيير وهو شهر الغزوات والانتصارات والفتوحات ، ولو صدقنا مع الله ونفرنا بالشكل المطلوب لفتح الله لنا ليس فقط اليمن ولا البلدان العربية وحسب بل بلدان أخرى لأن مشروعنا هو الحق ومادونه الباطل وسنكون جديرين بمعية الله لنا وهو القاهر فوق عباده وهو من بيده ملكوت كل شيء ، الحق ليس لديه وقت للصراع فالحق إذا حضر بالشكل الذي يليق به يدمغ الباطل دمغا يزهقه والباطل بطبيعته يزهق لايثبت فلنستفيد من شهر الله في كل جوانب حياتنا .
508 views00:11