Get Mystery Box with random crypto!

من جوالب الدمع حياءً وفرحًا بالله تعالى ووده، ما قاله أبو عبدا | ❈نهــــضة أمـــــــة❈

من جوالب الدمع حياءً وفرحًا بالله تعالى ووده، ما قاله أبو عبدالله ابن قيم الجوزية رضي الله عنه في بواعث حبه ودلائل وده سبحانه وبحمده، فقال رحمه الله:

وإذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم - أولى بنا من أنفسنا في المحبة ولوازمها، أفليس الربّ- جلّ جلاله، وتقدّست أسماؤه، وتبارك اسمه، وتعالى جدّه، ولا إله غيره- أولى بمحبّيه وعباده من أنفسهم؟

وكلُّ ما منه إلى عبده المؤمن يدعوه إلى محبته، مما يحبّ العبد أو يكره. فعطاؤه ومنعه. ومعافاته وابتلاؤه، وقبضه وبسطه، وعدله وفضله، وإماتته وإحياؤه، ولطفه وبرّه، ورحمته وإحسانه، وستره وعفوه، وحلمه وصبره على عبده، وإجابته لدعائه، وكشف كربه، وإغاثة لهفته، وتفريج كربته -من غير حاجة منه إليه، بل مع غناه التامّ عنه من جميع الوجوه-
كلُّ ذلك داع للقلوب إلى تألّهه ومحبته


ثم قال رحمه الله:

بل تمكينُه عبدَه من معصيته، وإعانتُه عليها وسَترُه حتى يقضي وطره منها، وكلاءته وحراسته له وهو يقضي وطره من معصيته، بعينه، ويستعين عليها بنعمه = من أقوى الدواعي إلى محبته.
فلو أنّ مخلوقًا فعل بمخلوق أدنى شيء من ذلك لم يملك قلبَه عن محبته، فكيف لا يحبّ العبد بكل قلبه وجوارحه من يحسن إليه على الدوام بعدد الأنفاس، مع إساءته؟ فخيره إليه نازل، وشرّه إليه صاعد،
يتحبّب إليه بنعمه وهو غنيّ عنه، والعبد يتبغّض إليه بالمعاصي وهو فقير إليه! فلا إحسانُه وبرّه وإنعامه عليه يصدّه عن معصيته، ولا معصيةُ العبد ولؤمُه يقطع إحسانَ ربّه عنه!
فألأمُ اللؤم تخلّفُ القلوب عن محبة مَن هذا شأنه، وتعلقُها بمحبة سواه!

#وجدان_العلي