2022-08-04 20:21:24
المفردة الرابعة: العلاقة بين الإخوة (5)
النقطة الرابعة: مجمل الحقوق المتبادلة بين الإخوة.
لقد اختصر الإمام السجاد هذه الحقوق بقوله: «وأما حق أخيك، فأن تعلم أنه يدك وعزك وقوتك، فلا تتخذه سلاحًا على معصية الله، ولا عدةً للظلم لخلق الله، ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له، فإنْ أطاع الله، وإلا فليكن الله أكرم عليك منه، ولا قوة إلا بالله».
وخلاصة ما ذكره هو التالي:
«أن تعلم أنّ أخاك يدك وعزتك وقوتك».
فالإنسان كثير بإخوته، والمسألة وجدانية، فنحن نرى الناس تحترم وتهاب الإخوة، خصوصاً المتفاهمين والمتعاونين فيما بينهم، ومن جهة أخرى، لن تجد أحداً يقف معك يوم ضعفك، ليعطيك عزاً من عزِّه، وقوة من قوته، غير أخيك.
ويترتب على هذا المعنى: «أن لا تتخذه سلاحاً على معصية الله».
كيف يتخذ المؤمن أخاه سلاحًا على معصية الله؟
قال تعالى: ﴿وَالْعَصْـرِ. إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْـرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.
لاحظوا: تارة أحدهم يوصي الثاني، فهذه وصية، وأخرى كلٌّ منهما يوصي الآخر، وهذا معنى التواصي.
إن الذي ينبغي حصوله بين المؤمنين هو التواصي بالحق، والسّير على النّهج الإيماني الصحيح، أمّا دعوة شخص لآخر للتعدي على حرمات الله وارتكاب المعاصي، فهذا خلاف التّواصي بالحقّ، على أنّ المؤمن أنه إذا رأى أخاه المؤمن على خطأ فعليه أن يحذّره من السقوط في هاوية المعصية لله تعالى.
عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
«قالت الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسَى: يَا رُوحَ الله، مَنْ نُجَالِسُ؟ قَالَ:مَنْ يُذَكِّرُكُمُ الله رُؤْيَتُه، ويَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُه، ويُرَغِّبُكُمْ فِي الآخِرَةِ عَمَلُه» .
يفترض بالأخوة الإيمانية أن تكون دافعاً لطاعة الله، وفي نفس الوقت أن تنهى عن معاصيه سبحانه.
ومما يترتب على ذلك أيضاً أن لا تتخذ أخاك «عدةً للظلم لخلق الله».
لقد ورد: أنصر اخاك ظالماً أو مظلوماً، وقد يستغرب البعض عن كيفية نصرة الأخ الظالم؟
والجواب فيما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) : انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا. قيل: يا رسول الله، هذه نصره مظلومًا فكيف أنصره ظالمًا؟ قال: تمسكه من الظلم فذاك نصرك إياه.
«و لاتدع نصرته على عدوّه والنّصيحة له»
أي إن عليك أنْ تنصره بالنصيحة، وليس بالغش والمداهنة، بأن تبين له الطريق الصحيح في التعامل، فإن أطاع الله فبها وإلا «فليكن الله أكرم عليك منه» أي لا بد من تقديم كرامة الله تعالى على كل شيء، وعلى هذا الاخ الذي لا يسير على الهدى.
ثمّ يقول : «ولا قوة إلا بالله» أي إن هذه المسائل ليست بالهينة أو السهلة، وإنّما هي بحاجة إلى الاستعانة بالله والتوكل عليه والطلب منه بالتسديد لذلك التعامل العقائدي مع الأخوة في الله.
ومن الحقوق أيضاً: «أنْ لا تقطعه ولا يقطعك».
قناة:
تربية...بلون جديد.
https://t.me/newcoloreducation
نستقبل مشاركاتكم وتعليقاتكم عبر المعرف التالي:
@Husseinalasadi
770 views17:21