2021-08-02 13:28:09
الإخلاص :
أيها العزيز!.. أطلب السمعة والذكر الحسن من الله، ألتمس قلوب من مالك القلوب،
اعمل أنت لله وحده،
فستجد إن الله - تعالى - فضلا عن الكرامات الأخروية،
سيتفضل عليك في هذا العالم نفسه بكرامات عديدة،
فيجعلك محبوبا، ويعظم مكانتك في القلوب
، ويجعلك مرفوع الرأس، وجيها في كلتا الدارين..
ولكن إذا استطعت، فخلص قلبك بصورة كاملة بالمجاهدة والمشقة، من هذا الحب أيضا،
وطهر باطنك كي يكون العمل خالصا من هذه الجهة
، فيتوجه القلب إلى الله فقط،
وتنصع الروح، وتزول أردان النفس.
فأية فائدة تجنبي من حب الناس الضعاف لك أو بعضهم، وما للشهرة والصيت عند العباد،
وهم لا يملكون شيئا من دون الله تعالى؟..
وحتى لو كانت هناك فائدة من هذا الحب على سبيل الفرض
، فإن هي فائدة تافهة،
ولأيام معدودة..
هذا الحب قد يجعل عاقبة عمل الإنسان إلى الرياء،
ويجعل الإنسان - لا سمح الله - مشركا منافقا وكافرا.
وإذا لم يفتضح الإنسان في هذا العالم، فسيفتضح في العدل الرباني، عند عباد الله الصالحين وأنبيائه العظام، وملائكته المقربين، ويهان ويصبح مسكينا.. إنها فضيحة ذلك اليوم، وما أدراك ما تلك الفضيحة!.. الله يعلم أية ظلمات تلي تلك المهانة في ذلك المحضر!.. في ذلك اليوم كما يقول الله - تعالى - في كتابه يتمنى الكافر قائلا : (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) ولكن لا جدوى لهذا التمني أيها المسكين.. إنك ولأجل محبة بسيطة جزئية، ومنزلة عديمة الفائدة بين العباد، أغفلت تلك الكرامات، وفقدت رضا الله، وعرضت نفسك لغضبه تعالى.
رشحات ملكوتية
423 viewsجنة الحسين, 10:28