Get Mystery Box with random crypto!

لربّما كانت هذه هي الحقيقة لكنّني أكابر دومًا عن التصديق، أتغا | مذكرات مجهول

لربّما كانت هذه هي الحقيقة لكنّني أكابر دومًا عن التصديق، أتغابى كثيرًا، وأكابر على أشدِّ الأمور ثباتًا، وواقعية ،يؤسفني ما وصلت إليه من لا مبالاة، أو برودٍ بالمعنى الأدق، ويؤسفني أيضًا شيخوخة عاطفتي، وحياكة الغموض لبعض تفاصيلي إن لمْ تكن كلّها، فكُلُّ شيءٍ فيني كان مبهمًا للكثيرين رغم وضوحه، لكنّني وفي منعطفٍ سحيق حبّذت التعرّي منه، ودون إقدامٍ مني على البُكاء أهدرت نقاط ضعفي، تلك التي تمحورت حول اشتياقٍ جامد وأمنيةٍ ذابلة، أهدرتها لأتوجّس خِيفةً من خذلانٍ أشاح على حاضري القُبح، ونفث الحُزن في جراحي القديمة، خذلانٌ لنْ يعفيه منهم الربّ ولو مُنحوا صكوك الغفران بأكملها، خذلانٌ لا طاقة لي به ولا يقبل الإحتواء، خذلانٌ بطعم الحسرة لا ينصفه اعتذارٌ ولا تشفى ندوبه بالتقادم، خذلانٌ تجلّت أبعاده تحت وطأة كُلِّ هذا الشتات، وحتّى هذه اللحظة، وفي توقيتٍ قاتل، وانخفاضٍ للإدراك، وخواءٍ مؤكد، لا تزال ردّات الفعل غير متوقّعة، مسمومة، وأسوأ من الذنب بكثير، إنهارت بسببها كُلُّ الثوابت رغم المحاولات المستميتة للصمود، لقد كانت حقًا تجارة خاسرة، وخيبة أملٍ كبيرة أفضت إلى نزاعٍ روحيٍ عميق، الهذيان الذي أصاب تلكم الكلمات وكثافة الإحتمالاتٍ التي أرهقت الثقة، كلّها في النهاية تجسيدٌ لذلك الشعور المتطفّل على العلاقات الإنسانية، وعتابٌ للمنطق الذي ينضب عند كُلَّ مغامرةٍ تفتقر للبصيرة، وتأنيبٌ يقود نداء النجدة الأخير للفناء، عراقيل متشابكة، وأغلالٌ أوصدت المدارك، إنتقاداتٌ موسّعة، ونبذٌ للإختلاف، نظرات منكسرة، وإشارات مبهمة تدثّرت بالخُبث، وجميعها لا تقلُّ قسوةً عن لحظةٍ قضيتها وأنا أخيّط تمزقات روحي بالدعاء، منعًا لخروج تنهيدة قد تكشف الوجع الذي ألمَّ بي، وأنا أعيد تجميع شظايا قلبي! قلبي الذي لمْ يعد يسرف مجهودًا في المقاومة لإثبات عكس التوقعات، ولمْ تعد له وجهة معلومة يسير نحوها، أو بوصلة تعيده إلى نقطة البداية، قلبي الذي لمْ تعد تغريه المكاسب، ولمْ يعد يكترث لأحد، قلبي الذي اُنتزع منه الأمان وغدا كبيت رعب، قلبي الذي غزاه الخذلان حتّى تعدّى إشفاقي عليه حدود الألم.