Get Mystery Box with random crypto!

ذات يومٍ ونحنُ نتدارسُ آياتٍ من كتاب الله، قال لي - متألماً عل | غير حياتك للأجمل ❤

ذات يومٍ ونحنُ نتدارسُ آياتٍ من كتاب الله، قال لي - متألماً على حالنا - :

يا ولدي..
يهذّبُنا القرآن ويعلّمنا؛ ألا ننشغل بما لا يعيننا وينفعنا، وبما لا يزكّينا ويرفعنا..
ينبّهنا القرآن أن نستذكرَ المعاني في آياته:(ولا تقفُ ما ليسَ لكَ بهِ علمٌ)!
(إنّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئكَ كانَ عَنهُ مسؤولاً..)

يا ولدي..
لا تفتح في قلبك باباً للفضول، ومرتَعاً لسارقي الأوقات، فربّما إذا فُتح ذاك البابُ لا يغلقُ أبداً، فتجرُّ بذلك نفسكَ لبابِ بلاءٍ كبير، وتعتادُ على الانغماسِ في ما حولك من أحداث، والبحثِ عن أحوالِ الناس، وتتبّعِ عوراتهم، وماجرَيات أيامهم، والانجرارِ وراءَ ما قالوا وما فعلوا..

يا ولدي..
في هذا الزمنِ العجيب؛ الذي يتهافتُ فيه الناسُ لنشرِ يومياتهم، وحيثياتِ وتفاصيلِ كلّ حدثٍّ في حياتهم،، وحتى نشرِ خصوصياتهم، وكلّ مشاعرهم وأحوالهم..

ترفَّع يا ولدي عن التهافتِ لرؤية ما يفعلون، وعن صُنعِ ما يَصنعون، وعن اللحاقِ بكلّ ما ينشُرون..
ولا تجعل حياةَ غيرِك هي معيارُك في رضا الله عنك، أو في رضاكَ عن نفسك،،ولا تجعل للمقارناتِ مع غيرك متّسعاً في عقلك..

وتذكّر دوماً، أنّ وقتك وما تصنعُ فيه، سيكونُ يوماً هو (أجوبة) السؤالِ في يومٍ نقفُ فيه أمام الله فرادى..
وشتانَ بينَ وقتٍ مضى لله، وتفكيرٍ صُرفَ في رفعةِ دينه ونفعِ عباده، وبين وقتٍ مضى للناس وتفكيرٍ صُرفَ فيما فعل فلان وقال فلان..
فانظر في أجوبةِ سؤالك، حين تجيبُ بها ربَّ البرايا في ذاك الموقفِ المهيب...

يا ولدي..
هذّب نفسك، لكيلا يصبح اهتمامُك بحياة الآخر أكثر من حياتك..تعلّم أن تتخفّف، وأن تتخلّى، فإنّ الإمتلاءَ بالدنيا يتعبُ النّفس، ويثقلُ القلب، ويحرِفُ البوصلةَ عن أصلها،،

تعلّم يا ولدي أن تسابِقَ نفسك بدلاً من الناس، وأن تصنعَ في غدِك ما يزيدُ في القيمةِ عن حاضِرك وإلا كنتَ أنت الزيادة!
تعلّم أن ترمّمَ ما هُدم في داخلك من أحلام، وامضِ مستعيناً بالله ولا تعجز، إنّ الطريقَ لك!

يا ولدي..
تعلّم فقهَ الاستدراك،،
فلا تجلِس شاكياً على ما فاتَ منك، نادِماً على ما فرّطت،، فتقعدَ مع القاعدين ترثي حالك..
وإنّما كن معَ المُستدرِكين..
من فقِهوا قيمةَ أوقاتهم،، وعِظَم المسؤولية التي على عاتقهم،، فشمَّروا عن ساعدِ الجِدِّ، واستعانوا بالله على أنفسهم وعلى العقباتِ في طريقهم..
من يستغفرون على ما مضى من تَقصيرهم، لكنّهم يعاهدونَ الله كلَّ يومٍ على المضيّ قُدُماً في استدراكٍ يُرضي الله عنهم..
تعلّم أن تُتبعَ كلّ سيئةٍ حسَنة، وكلّ تقصيرٍ إنجاز، وكلّ ذبولٍ بذرة، وكلّ خمولٍ عمل،، وليَكن رفيقك في كلّ ذلك تذلّلاً لله وشكراً، بأن وهبكَ إشراقَ يومٍ جديد من عمرك، تستدركُ فيه ما فات..

يا ولدي..
اجعل لك قبلَ نومك ساعةً،، تقيّم فيها أفعالكَ في يومك، وتحاسبُ فيها نفسك،،
ولا تنسَ سؤالاً تخطّ إجابته بدمعِك قبلَ أن تغفى عينك: ماذا فعلتُ اليومَ كيّ يحبّني الله؟

#في_كل_منا_فارس