2021-10-10 03:30:16
همسة صباحية
السّلام عليك يا صاحبي،
منذ فترةٍ شاهدتُ فيلماً راق لي كثيراً،
فيه رسالة عميقة جداً، والتِفَاتَة تُحسب لكاتبه،
اسم الفيلم "shutter" ويحكي قصة شخصٍ يشعرُ بآلامٍ شديدة أسفل ظهره،
أجرى فحوصاتٍ كثيرة،
وعرض نفسه على أطباء،
ولكن دون جدوى،
فلم يستطع أحدٌ أن يُشخِّص له سبب هذه الأوجاع!
وفي أحد الأيام التقط صورةً لنفسه،
وكم كانت دهشته عظيمة عندما شاهد في الصورة امرأةً تجلسُ على كتفيه!
حاول أن يتذكر: من يا تُرى تكون هذه المرأة؟
فاكتشف أنها تلك المرأة التي صدمها ذات ليلةٍ بسيارته فماتت،
فولّى مدبراً دون أن يحملها إلى المستشفى أو يُبلغ الشرطة!
الفيلم قائم على فكرة خرافية وهي أن أرواح المظلومين تبقى تُلاحق ظالميها،
صحيح أننا نؤمن أن الأرواح بعد الموت إما في نعيم وإما في عذاب،
ولكن ما أعجبني في الفيلم هي فكرة أن الأشياء السيئة التي يفعلها المرءُ ستبقى تلاحقه!
وهذه فكرة ليست بعيدة عن الدين إطلاقاً!
نحن نؤمن أن الظالم سينال عقابه نهاية المطاف،
وأن المحسن سينال جزاء إحسانه،
وإن لم يكن في الدنيا، فهناك آخرة!
غير أنه من عدل الله في الدنيا،
أنَّ بعض الأفعال يُعجِّل الله عقابها أو جزاءها في الدنيا!
خُذ عندك البرَّ والعقوق مثلاً،
هذه قلما تتأجل إلى يوم القيامة..
فالولد العاق يُبتلى بالأولاد العاقين غالباً،
والابن البار يُكافأ بالأولاد البارين،
أيضاً قلما تنفضُّ الدنيا ولم ينتقم اللهُ من ظالمٍ،
وإن أخَّره إلى يوم القيامة فلحكمةٍ منه سبحانه!
يا صاحبي،
هذه الدنيا دولاب لا يكُفَّ عن الدوران،
وكل ساقٍ سيُسقى بما سقى،
فأحسِنْ سُقيا غيركَ،
لأنك ستشربُ من نفس الكأس الذي سقيته إياه!
والسّلام لقلبكَ
صباح الخير أحبتي
47 viewsT\F🄰🄸🅂🄰🄻 A🄻🄸 , 00:30