كنا واقفين المرة إللي فاتت عند أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة لما راح دعا خمسة من أصحابه للدين الجديد وكلهم أسلموا وكمان دعا أهل بيته فأسلموا همّ كمان، وكنا بنسأل لماذا استجاب الشباب لدعوة أبي بكر من غير حتى ما يروحوا يتأكدوا من محمد بن عبد الله إللي هو المفروض إنه صاحب الرسالة
يجاوبنا على السؤال ده واحد من إللي أسلموا هو طلحة بن عبيد الله، وخلينا نركز كده مع كلام طلحة عشان نتعلم إزاي ندعو الناس عشان تستجيب لنا زي أبي بكر بيقول عن أبي بكر ◇ أولا: كان لين الكلام يعني بيختار الكلمات الرقيقة وأسلوبه بسيط ومُقنع، ◇ثانيا: كان تاجر صاحب أخلاق عالية واستقامة، كان بيكسب الناس من خلال تجارته بعكس طبيعة التجار تخسر الناس بسبب التجارة كان تاجر صادق كريم ورحيم بيرأف بأحوال الناس، كان بيعطيهم أكثر ما بيأخذ منهم وبيحسن لهم، والقلوب ربنا طبعها على إنها تحب إللي يُحسن لها وتكره إللي بيسيء لها ◇ثالثا: كان متميز في علم الأنساب ومع ذلك كان أي أحد يقعد معاه، والناس بتألفه بسرعة ويكلم أي أحد سواء الطبقة المثقفة وأشراف مكة، أو حتى الشباب الصغير والعبيد يعني كان متواضع لا يتكبر على أحد، وعمره ما طعن في نسب أحد من الناس مع إنه عارف النقائص إللي في أنساب كل واحد فيهم يعني من الآخر نقطة ضعفهم في إيده ومع ذلك لم يُعيّر أحد منهم أبدا تخيلوا أحد بالأخلاق دي إزاي الناس متحبهوش، فهو أصلا كان باني الثقة دي عند الناس من البداية
الواحد يتوقع إن أبو بكر بعد مجهود أول يوم ده يريح بقى، ويقول أنا عملت إللي عليّ وزيادة لأ...هو معملش كده تاني يوم من إسلامه ودعوته للخمسة إللي قلنا عليهم ، راح دعا أربعة غيرهم وأسلموا 《أبو عبيدة عامر بن الجراح》 《عثمان بن مظعون》 《الأرقم بن أبي الأرقم》 《أبو سلمة بن عبد الأسد》 كل الناس دي أسلمت وصدقت أبي بكر لما كلمهم هو كان بيأخذهم لرسول الله ﷺ بعدين عشان يعرفهم أكثر على الإسلام، لكن هو إللي دعاهم من البداية مكنش مستني من رسول الله ﷺ إنه يقول له روح ادعي الناس، وخصوصا إن الإسلام كان لسه في البداية يعني مكنش فيه تحفيز على الدعوة ولا كان لسه رسول الله ﷺ قال إن إللي يدعي أحد هيبقى له نفس الأجر، بدون أي محفّزات وده كان نشاط أبي بكر
☆لازم نقف هنا وقفة مع نفسنا أبو بكر الصديق جاء للإسلام بالناس دي في أول يومين من إسلامه ومكنش لسه في معلومات كثيرة ...احنا جئنا بمين؟ هل علمنا أحد معلومة ولو بسيطة؟ هل دعينا أهلنا وأصحابنا ومعارفنا ؟ هل ساعدنا أحد إنه يتخلص من ذنب عايش عليه سنين؟ هل علمنا الشباب الصغير التائه من هو الله؟ هل حتى بنتحرك للدعوة إلى الله بنفس حماس أبي بكر؟ هل احنا حاسين بالإنتماء للدين وإن هو قضيتنا وإني أنا المسؤوول عنه فأنصره وأنشره بكل قوتي؟ ولّا الإسلام على هامش حياتنا...والله الظروف سمحت كان بها، مسمحتش فأنا مش هقطع نفسي يعني أسئلة كثيرة محتاجة إننا نجاوب عليها بيننا وبين أنفسنا
أعداد المسلمين بدأت تزيد واحدة واحدة..عندنا أهل بيت رسول الله ﷺ زوجته وبناته ومن يعيش معه في بيته، أهل بيت أبي بكر الصديق وتسعة من أصحابه، وكل واحد من التسعة دول بدأ يدعو إللي يعرفه ويحبه ويثق فيه، لحد ما وصل عدد الذين أسلموا إلى أربعين مسلم، منهم سبعة وعشرين من الأغنياء وثلاثة عشر من الفقراء، يعني مكنش الإسلام ثورة من الفقراء على الأغنياء زي ما بعض الناس بتقول فزي ما شفنا... الإسلام لكل الفئات ..الصغير والكبير ، الحر والعبد ،الغني والفقير، الرجل والمرأة أي إنسان يقدر يدخل في الإسلام، بدون تفرقة عنصرية؛لأن المفاضلة في الإسلام مختلفة إزاي احنا كلنا مختلفين عن بعض، فهنلاقي الذكي والأقل ذكاء ودي حاجة مش بإيدنا إننا نغيرها، وفي إللي بشرته بيضاء وإللي بشرته سمراء ودي برده حاجة مش بإيده يغيرها وهكذا فلأن الإسلام جاء بالعدل الكامل، فإزاي هيفاضل بين الناس على حاجة هم مش بإيدهم يغيروها عشان كده معيار المفاضلة بين الناس هيكون بحاجة كلنا نقدر نعملها، كلنا نقدر نكتسبها.. الصغير والكبير والغني والفقير والعربي وغير العربي وهي 《التقوى 》 يعني فلان أفضل من فلان بسبب التقوى...فكل واحد يقدر يكون تقي فاللي عايز يتحول من إنه غير تقي ليكون تقي بكل بساطة هيتبع الدين وبرده الأخلاق الحسنة...إللي بيكذب وعايز يكون صادق يقدر إنه يكون صادق، فكل الحاجات دي مُكتسبة.. يقدر أي إنسان إنه يحصل عليها، وده من كمال عدل الله لأنه لا يحاسِب الناس على حاجة مستحيل يغيروها
رسول الله ﷺ كان بيدعو الناس رجل رجل بيختار ناس معينة يكلمهم، وكان بيعلم الناس إللي يسلموا إنهم يعملوا كده، ☆خلّوا الموضوع سر واستمر رسول الله ﷺ يدعو هو وأصحابه بين أهل مكة في السر لمدة ثلاث سنين
