وقفنا المرة إللي فاتت عند رسول الله ﷺ لما طلع على جبل الصفا وقعد ينادي في الناس ويقول لهم إنه نذير من عند الله، وقلنا إن أهل مكة كلهم اجتمعوا عشان يعرفوا في إيه، وكان من إللي جاء مع الناس عم رسول الله ﷺ أبو لهب، فلما سمع كلام رسول الله ﷺ قال له: تبا لك سائر اليوم هو ده السبب إللي جمعتنا عشانه يعني دعا على رسول الله ﷺ بالخسران وبدأ يصرف الناس ويبعدهم عنه، يعني كأن أبو لهب بيقول للناس بطريقة عملية بصوا أنا مليش دعوة بيه، أنا بوقفه أهه حتى لا تؤذوني معاه وأنا مش راضي عن إللي هو بيعمله ماهو قال لرسول الله ﷺ من الأول احنا ملناش طاقة بالعرب مش هنقدر نواجههم...مش هنقدر نغير إللي الناس اتعودوا عليه فمشكلة ابو لهب الخوف أو خلينا نقول الجُبْن الشديد، كان جبان جدا لدرجة إنه رفض الإيمان بالله، هو بالنسبة له عادي إنه يقف مع القوي ويعادي ابن أخيه ويخذله عشان يحمي نفسه، الإنسان ممكن يخاف كطبيعة بشرية لكن الخوف إللي يوقف الإنسان عن العمل الصالح هو ده الخوف المُهلك فربنا أنزل فيه : "تبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ۩ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ۩سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ" ربنا عالم إن الرجل ده خلاص هيموت كافر، وهنا في إعجاز سبحان الله يعني أبو لهب كان بيسمع الآيات دي بتتقال عنه ومع ذلك مقلش مثلا طيب أنا هدخل في الإسلام وأثبت لكم إن القرآن ده كذب، وده دليل على إن القرآن من عند عالم الغيب وكان أبو لهب بيمشي وراء رسول الله ﷺ وهو بيدعو الناس، فيقول للناس متصدقهوش إحنا أهله ..إحنا أعلم الناس به.. ده كاذب ..ده مجنون.. متخلهوش يبعدكم عن دين آباءكم وأجدادكم والناس مستغربة مين الرجل ده ماشي عمال يكذّب محمد بن عبد الله، ورسول الله ﷺ مش بيرد عليه ولا بيلتفت له أصلا وبيحاول يبعد عنه وده وراه،
فلما سمع أبو لهب الآيات إللي نزلت فيه راح لأولاده الإثنين 《عتبة》 و《عُتَيبة》 وكانا متزوجين من ابنتي رسول الله ﷺ رقية وأم كلثوم، وقال لهم لو مطلقتوش بنات محمد لا أعرفكم ولا تعرفوني ☆خليكم فاكرين اسم عُتَيبة ده عشان له قصة بعدين
ففعلا هم الإثنين طلقوا بنات رسول الله ﷺ، تخيلوا لما بنتين يتطلقوا في نفس الوقت، أبوهم هيكون شكله إيه قصاد الناس هم بشر على فكرة..بيتألموا وبيتعرضوا لضغط نفسي وكلام الناس بيأثر فيهم، ومع ذلك رسول الله ﷺ كمل في طريقه، ومفيش بنت من البنات قالت لأبوها إنت ضيعتنا، ولا احنا اتطلقنا بسببك ولا كانوا حاسين إن طلاقهم ده نهاية العالم..الدنيا بتمشي عادي
☆ملحوظة بنات النبي كانوا عاقدين بس يعني مكنش لسه حصل بناء وكان سنهم صغير أصلا يعني السيدة رقية كان عمرها حوالي من إحدى عشر لثلاثة عشرة عام تقريبا، وأختها أم كلثوم أصغر منها بسنة.
وطبعا زوجة العم كان لها نصيب هي كمان كانت بتجمع الشوك وتشوف فين الطريق إللي هيمشي فيه رسول الله ﷺ وتحطه فيه عشان يدوس عليه ويؤذيه فربنا أنزل فيها: "وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ۩فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَد"
☆تخيلوا لما يكون عم الرسول ﷺ وأبناء عمه ومرات عمه بيعملوا معاه كده أمال باقي أهل مكة هيعملوا إيه
حصل قلق في مكة والدنيا اتقلبت والكل بيتكلم عن الدين الجديد وإنتم عارفين إن الموجودين في مكة مش أهل مكة بس، ده في ناس من قبائل تانية بتيجي لمكة، فرسول الله ﷺ بدأ يدعوهم هم كمان للإسلام، يعني كده الدعوة بدأت بأهله وبعدين بأهل البلد إللي هو عايش فيها وبعدين الناس إللي بييجوا لمكة، ربنا أمر رسوله بحاجتين: "فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ"
يعني ربنا أمره إنه يبلغ الدعوة وفي نفس الوقت لا يقاتل ولا يحارب ولا يهتم باللي المشركين هيعملوه ..يعني تجنب أي صدام مع المشركين...ركز بس في نشر الدعوة
إللي بيجهر بالدعوة دلوقتي وبيكلم الناس كلهم في كل مكان هو رسول الله ﷺ، سادات مكة مش عاجبهم الوضع ...مين ده إللي عمال يتكلم عن آلهتنا بسوء وبيقول إنها لا تضر ولا تنفع لازم يتصرفوا وإلا هيبتهم هتروح ومش هيبقى لهم مكانة في مكة وأهم حاجة عندهم موضوع الشرف والمكانة ده لأن مكنش في حاكم في مكة فكله نفسه يكون الحاكم فكانوا بيجتمعوا مع بعض ويتفقوا على قانون مثلا لأنهم كانوا متساويين تقريبا، فكان كل واحد من زعماء القبائل بينافس التاني، عشان يأخذ الحكم وكانوا كلهم متساويين زي ما قلنا، فلما يطلع واحد من بني هاشم ويقول إنه نبي يأتيه الوحي من السماء، هم هيكون موقفهم إيه؟ دي حاجة مش هيقدروا ينافسوا فيها ..هيقولوا احنا كمان عندنا نبي؟
◇فكان من أهم أسباب رفضهم لدعوة الإسلام تعصب كل واحد لقبيلته، إللي هو إزاي يعني أنا أتبع القبيلة المنافسة وأمشي وراهم واسمع كلامهم
