Get Mystery Box with random crypto!

كتب ابن تيمية وابن القيم.. مرهم الجروح وترياق القلب المجروح: = | 2018

كتب ابن تيمية وابن القيم.. مرهم الجروح وترياق القلب المجروح:
=====
يقول السفاريني في مقدمة شرحه لثلاثيات المسند: (وجعلت جعل عمدتي، وجل مقتصدي، وما عليه معولي كتب شيخ الإسلام أبي العباس الإمام الحافظ الحجة تقي الدين ابن تيمية، وكتب تلميذه إمام المحققين، وقدوة المدققين الإمام الحافظ المتقن شمس الدين ابن القيم، من "الهدي النبوي"، و "أعلام الموقعين"، و "الفروسية المحمدية"، و "الجيوش الإسلامية"... وغيرها من كتبه التي هي مرهم الجروح، وترياق القلب المجروح).

====
ويحكي السرمري الحنبلي عن حيرة العلماء الذين اهتدوا بكتب ابن تيمية:

"حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء والأئمة النبلاء، الممعنين في الخوض في أقاويل المتكلمين لإصابة الصواب وتمييز القشر من اللباب: أن كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال الأصوليين ومعقولاتهم، وأنه لم يستقر في قلبه منها قول، ولم يبن له من مضمونها حق، بل رآها كلها موقعة في الحيرة والتضليل، وجلها ممعن يتكلف الأدلة والتعليل، وأنه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك والتعطيل، حتى منَّ الله سبحانه وتعالى عليه بمطالعة مؤلفات هذا الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام، مما أورده من النقليات والعقليات في هذا النظام، فما هو إلا أن وقف عليها وفهمها فرآها موافقة للعقل السليم، وعلمها حتى انجلى ما كان قد غشيه في أقوال المتكلمين من الظلام، وزال عنه ما خاف أن يقع فيه من الشك وظفر بالمرام.

ومن أراد اختبار صحة ما قلته فليقف بعين الإصاف العرية عن الحسد والانحراف إن شاء على مختصراته في هذا الشأن #كشرح العقيدة الأصبهانية ونحوها وإن شاء على مطولاته #كتخليص التلبيس من تأسيس التقديس #والموافقة بين العقل والنقل ومنهاج الاستقامة والاعتدال فإنه والله يظفر بالحق والبيان ويستمسك بأوضح برهان ويزن حينئذ في ذلك بأصح ميزان). الرد الوافر (ص131-132).
====
ويحكي عالم شافعي وهو عبد الله بن حامد تحيره بسبب تضارب الأقوال ومخالفتها لصريح العقل وكيف اهتدى بكتب ابن تيمية فيقول:

"وكنت قبل وقوفي على مباحث إمام الدنيا قد طالعت مصنفات المتقدمين ووقفت على مقالات المتأخرين… وكنت أفتش على السنة المحضة في مصنفات المتكلمين من أصحاب الإمام أحمد - رحمه الله - على الخصوص، لاشتهارهم بالتمسك بمنصوصات إمامهم في أصول العقائد فلا أجد عندهم ما يكفي، وكنت أراهم يتناقضون إذ يؤصلون أصولا يلزم فيها ضد ما يعتقدون، أو يعتقدون خلاف مقتضى أدلتهم، فإذا جمعت بين أقاويل المعتزلة والأشعرية ، وحنابلة بغداد وكرامية خراسان أرى أن إجماع هؤلاء المتكلمين في المسألة الواحدة على ما يخالف الدليل العقلي والنقلي، فيسوؤني ذلك، وأظل أحزن حزنا لا يعلم كنهه إلا الله، حتى قاسيت من مكابدة هذه الأمور شیئا عظيما لا أستطيع شرح أيسره، وكنت ألتجيء إلى الله سبحانه وتعالى وأتضرع إليه، وأهرب إلى ظواهر النصوص، وألقي المعقولات المتباينة، والتأويلات المصنوعة فتنبو الفطرة عن قبولها، ثم قد تشبثت فطرتي بالحق الصريح في أمهات المسائل، غیر متجاسرة على التصريح بالمجاهرة قوة وتصميما للعقد عليه، حيث لا أراه مأثورا عن الأئمة وقدماء السلف، إلى أن قدر الله سبحانه، #وقوع مصنف الشيخ الإمام ( ابن تيمية ) - إمام الدنيا رحمه الله - في يدي، قبيل واقعته الأخيرة بقليل، فوجدت فيه ما بهرني من موافقة فطرتي لما فيه، وعزو الحق إلى أئمة السنة وسلف الأمة، مع مطابقة المعقول والمنقول؛ فبهت لذلك سرورا بالحق، وفرحا بوجود الضالة التي ليس لفقدها عوض، فصارت محبة هذا الرجل - رحمه الله - محبة ضرورية، تقصر عن شرح أقلها العبارة".

====
ويقول العلامة ابن مري الحنبلي في وصيته بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية:

"فإن يسَّر الله تعالى وأعانَ على هذه الأمور العظيمة صارت إنْ شاء اللهُ تعالى مؤلفات شيخنا #ذخيرةً صالحةً للإسلام وأهلِهِ، وخزانةً عظيمة لمن يؤلف منها وينقل، وينصر الطريقة السلفية على قواعدها ويستخرج ويختصر إلى آخر الدهر إن شاء الله تعالى؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم فيه بطاعة الله» وقال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقومَ الساعة». والله سبحانه يقول في كتابه: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}. وكما انتفع الشيخ بكلام الأئمة قبله #فكذلك ينتفع بكلامه من بعده إن شاء الله تعالى.

#وقد عُلِم أن لكتبه من الخصوصية والنفع والصحة، والبسط والتحقيق، والإتقان والكمال، وتسهيل العبارات، وجمع أشتات المتفرقات، والنطق في مضايق الأبواب، بحقائق فصل الخطاب، ما ليس لأكثر المصنفين، في أبواب مسائل أصول الدين، وغيرها من مسائل المحققين".

الجامع لسيرة شيخ الإسلام (155-157).

رحمك الله يا ابن مري، فلقد كان ما أمّلته وأكثر، ومازالت كتب ابن تيمية ذخيرة للحنابلة بحسب تعبيرك الذي اخترته، ومازالوا يعتمدون على تقريراته في جميع العلوم أصولها وفروعها.
منقول للفائدة..