Get Mystery Box with random crypto!

زوجتك تستأذنك! الفتاة في بيت أهلها لها مساحة كبيرة، تزور صديق | قِراءة - Qira'a

زوجتك تستأذنك!

الفتاة في بيت أهلها لها مساحة كبيرة، تزور صديقتها، تزورها صديقتها، تذهب لرحلة، تمارس نشاطا، تسهر لوقت متأخر، تنام لوقت متأخر، تشعر بإرادة الاختيار والأمان النفسي.

كل هذه مساحات يُعطيها الأب والأم لابنتهما عن طيب خاطر، ولو كان الأب شديدا بعض الشيء، وحجّم ابنته عن بعض المباحات، فإنها تتلقى ذلك بنفس رحبة؛ لأنها فتحت عينها على الدنيا فوجدت نفسها تجلس في حجره فيكون ظهرها، تمتطي ظهره فيتحول حصانها، ويحملها على كتفيه فيصبح قدميها، تشكو إليه فيصير نصيرها،
وهنا كانت قوامة الأب على ابنته مسئولية وسنَد ورعاية ورحمة.

كبرت الفتاة، وطرَقْت أيها العريس باب بيتها!

بطيب نفس سلمها لك أبوها، واستجابة لسنن الحياة سلمت لك نفسها، الآن انتقلت إلى بيتك؛

- فلا تنقلها من رحمة أبيها إلى قسوتك.
- ولا تنقلها من مسؤولية أبيها إلى تسلُّطك.
- ولا تنقلها من كرم أبيها إلى شُحّك وتقتيرك.
- ولا تنقلها من سعة بيت أبيها إلى ضيق بيتك!

وإليك بعض المقاييس العملية:

- إذا سألتك شيئا مستطاعا وليس حراما فأجبها إليه، فإن السؤال مذلة، والكريم لا يجمع على سائله ذل المسألة وذل الرفض.

-إذا رأيتها تتشوق إلى زيارة أهلها، وتنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، كأنها سجين ينتظر يوم الزيارة! فاعلم أن لديك مشكلة! فاحرص أن تكون أيامها طيبة كالتي سبقت.

-إذا كانت تتمتع في بيت أهلها ببعض المميزات، فكن حريصا أن تُعظّم هذه الميزات، لا أن تنتقص منها، فإن أباها أعطاها، وهي تنتظر منك عطايا إضافية.

-أنت تخرج لأصدقائك وما تريده من المباحات، آناء الليل وأطراف النهار، تنطلق في أي وقت لأي مكان ولأي رفيق، هذه نعمة تستوجب شكر الله عليها، ومن شكره أن تُعطي للمسكينة في بيتك بعض هذا الخير، أنت لديك باب واسع على العالم، فلا أقل من أن تمنحها شِبّاكا من الحرية والاختيار (بعض الوقت لبعض الأماكن وبعض الصديقات).

أحيانا تقتضي ظروف الزوج أن يعيش وزوجته في معيشة جماعية مع أهله، وهنا عليه أن يحافظ عليها ويُدرك أن كرامتها من كرامته، فلا يسمح لأحد أن يتجاوز معها ولو بلفظ، حتى لو كان أباه وأمه؛ لأن حمايتها مسئوليته.. ولا يُكلفها ما لا تطيق جسديا أو نفسيا.
ــ
وهذه تحذيرات مِن أُسّ المشكلة :
-لا تعش بقلب قاس، ضع نفسك موضعها، كن لها كما ترجو، كما كان أبوها، تمثّل قول النبي (فاطمة -ابنتي- بضْعٌ مني، يُريبني ما أرابها، ويُؤذيني ما آذاها).

-ولا تعش بعقل ذكوري، ترى النساء أدنى مرتبة من الرجال، فإن الله قال {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}، وقال النبي محمد (النساء شقائق الرجال)، فما تقول!

-ولا تعش بسلوك أنانيّ، فإن الأنانية تقتل كل فضيلة، بل تقتل كل إنسان تحت سلطتك، ولو سألني أحدهم عن الأناني، لقلت: اتقاء شره أن يعيش بلا زوجة ولا إمارة، فإن الأنانية لا تقبل شريكا، ويكفي أنها أول وأعظم معصية {قال أنا خير منه}.
ــ
والله إن الحياة سهلة، على مَن عاش بالرفق.. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه).

-مصطفى عوض.