'في الطَّرَفِ الآخرِ من العالَم، شخصٌ لا يشبِه في الدُّنيا غير | عٰ

"في الطَّرَفِ الآخرِ من العالَم، شخصٌ لا يشبِه في الدُّنيا غيرَك، على موعدٍ منتظَرٍ من أمرٍ ما، ليس بوِسعِك، وليس بوسعِه، ولكن كُن فيَكون. تسيرُ خطوة، يتقدَّم خطوتَين، تلتفتُ يمينًا، يرى يسيرًا، تستديرُ قليلًا، فيبصرُ النَّاحيةَ الأُخرى. أحبُّ كيف يهيِّئ الله الأحداثَ خفيَة، فلا ندركُ منها غير النَّتائج، وكيف بطريقةٍ ربَّانيةٍ حانيَة، يُغَيِّرُ الله مجرى الكَونِ ومسارَه، كُرمى لخاطرِ مَن دعا، وصبَر وصبَّر، وأمِلَ كي ينال. لله عبادٌ في أرضِه، يستبشِرونَ بآلاءِه، وما تلتقطُه قلوبُهم بالتَّقوى، فلا يعرِفون إلَّا أن يُحِبُّوا، ويأمَلونَ أن يُحَبُّوا، كي يَجنوا بمقدارِ ما زرَعوا، ويستلذُّوا حصادَ الثَّمَر. كلٌّ يسعى لمرمى سهمِه، وأسعى أنا لطَيرِ فؤادي، وجُؤنةِ عطرٍ وطِيب، فلستُ أضُرُّ ولا أُضَرّ، وأُوسِعُ لخلقِ الله أمكنةً في أرضِه، مهما ضاقَ عليَّ فضاؤُه. ما أخذتُه بالقلبِ أوَّل مرَّة، سآخذُه بالعقلِ المرَّةَ الثَّانية، والقرارُ الَّذي اتُّخِذَ على عجَل، سيُتَّخَذ اليوم على مهل، والخطوةُ الَّتي فكَّرتُ بها ضِعفَين، سأفكِّر بها أضعافًا مُضاعَفة. وحسب المرءِ في عمرِه، مشوارٌ طويلٌ بهدأةٍ وسكينة، تستقرُّ بها جوارحُه حيث يرى نفسَه أهلًا لذلك. التَّجاربُ كثيرة، والكلامُ قليل. الخيباتُ مريرة، والقلبُ عليل. الأحزانُ عديدة، والرَّجاءُ واحد، أن يُجبَرَ المرءُ من النَّاحيةِ الَّتي كُسِر منها. ليس لأنَّنا نحن، لكن لأنَّكَ الله، عوَّادونَ بالخطأ، وعوَّادٌ بالمغفرة. تُكرِمُ وتتفضَّل، تُنعِمُ وتُكثِر، تعطي وتجبُر، تُمِدُّ ولا تسأل. هَبني حُرَّ الشُّعورِ وثقةَ الخُطى، واطمئنانَ الخافق المُضطرِب. سبحانك؛ كلُّ الأشياءِ رضيتُ سوى الذُّل، وأن يوضَعَ قلبي في قفص. لقد هدأتِ الحربُ داخلي، ما عدتُ أريدُ أن أُقاتِلَ عن أحد. العباراتُ الَّتي ختمتُ بها من قبلُ قالَتي، أتنازلُ عنها الآنَ بالكلِّيَّة، والمتراسُ والقَوسُ والسَّيف، على حِدى، طولَ المَدى.. إلى أن يأذنَ الله."